راس جدير 14 مارس 2011 (وات) - كانت نهاية الأسبوع المنقضي في مخيم الشوشة براس جدير استثنائية في يوميات اللاجئين حيث كان الجانب الثقافي حاضرا بامتياز باعتبار أن الغذاء الروحي والثقافي لا يقل أهمية عن الغذاء المادي. في هذا الإطار لاقت المبادرة الثقافية التي قامت بها جمعية السينمائيين التونسيين ونقابة الكوميديين بالتعاون مع مجموعة من شباب وفوج كشافة بن قردان إقبالا واسعا من اللاجئين وهم من جنسيات مختلفة كانوا متعطشين للعروض الثقافية والترفيهية بما ساهم في التخفيف من معاناة الانتظار ومشاكل العودة الى الديار. ومن راس جدير أفادت المخرجة السينمائية سلمى بكار في اتصال هاتفي مع /وات/ أنه بالرغم من بعض الصعوبات التنظيمية الا ان الفريق الفني الموجود على عين المكان تحدى كل العراقيل وقام بتركيز شاشة عملاقة وركح وسط المخيم لتقديم فقرات فنية متنوعة من شأنها ادخال البهجة في قلوب اللاجئين وتوفير اجواء ترفيهية. وأضافت ان هذا المشهد الثقافي غير الصورة بالمخيم حيث حرك سواكن اللاجئين الذين عبروا عن مشاعرهم وحنينهم لبلدانهم بطرق مختلفة فعلى الانغام والايقاعات الافريقية التي تم بثها في شكل أغان مصورة (كليبات) رقص الصوماليون والغانيون في حين أنشد البنغاليون أغان مستوحاة من تراث وطنهم ليصبح مخيم الشوشة فضاء لتلاقح الثقافات وإبراز الخصوصيات الفنية للبلدان الممثلة بلاجئيها. وتواصلت الاجواء الاحتفالية لتبلغ ذروتها مع اعتلاء الفنان التونسي منير الطرودي الركح حيث أدى أغاني تراوح بين الطابع البدوي والشرقي تفاعل معها اللاجؤون بالرقص والهتاف. كما تابع عدد هام من اللاجئين الافلام التي عرضت على الشاشة العملاقة حيث ارادها منظمو التظاهرة ترفيهية بالاساس مثل افلام شارلي شابلن وفيلم يروي قصة "على بابا وال40 حرامي " وغيرها من الأشرطة التي شدت انتباه اللاجئين. وفي جانب ترفيهي آخر استمتع الأطفال بفقرات تنشيطية خاصة بهم داخل خيمة تركزت وسط المخيم لتكون بمثابة نادي الطفولة بمبادرة من الهلال الأحمر والكشافة التونسية وتضمنت هذه الخيمة ألعابا فكرية وعرائس متحركة ومهرجين. وستتواصل هذه الأجواء طيلة الأيام القادمة بعد انطلاقتها الناجحة حيث اعد فريق من الصوماليين لسهرة مساء الاثنين 14 مارس مسرحية كوميدية تعبر عبر مواقف هزلية عن الأوضاع التي عاشها الصوماليون في ليبيا خلال الثورة وكيفية هروبهم إلى معبر راس جدير والحفاوة التي استقبلوا بها من قبل التونسيين. السهرات ستستمر وسيلتحق خلال الايام المقبلة فريق ثقافي اخر من تونس العاصمة بمنطقة راس جدير لاضفاء البهجة والفرحة على اللاجئين الذين يأملون في ان تكون مدة اقامتهم قصيرة في مخيم الشوشة.