تونس 2 ماي 2011 (وات) - تضمنت ندوة "الإعلام وثورة الكرامة" التي انتظمت يوم الاثنين بالعاصمة تقديم مداخلتين تناولت الأولى مسألة "أي إعلام نريد؟" أما الثانية فكانت بعنوان "نظرة من الخارج للإعلام التونسي". وتميزت هذه الندوة التي نظمتها النقابة العامة للثقافة والإعلام بالتعاون مع قسمي التكوين الثقافي والإعلامي بتكريم ثلة من الصحفيين وهم الصادق بسباس وحسن حمادة وناجي الشعري وحسن المانسي وفوزي العذاري والطاهر السويح الى جانب الصحفي المغترب محمد كريشان، وذلك اعترافا لما قدموه من نضالات في المجالين الصحفي والنقابي. وأفاد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل لدى افتتاحه هذه الندوة، أن المنظمة الشغيلة كانت "أول المنادين بتحسين ظروف عمل الصحفيين وحمايتهم من اجل تمكينهم من أداء رسالتهم النبيلة في أفضل الظروف" مشيرا إلى أن مسؤولية الصحفي تعاظمت عقب الثورة حيث أصبح مطالبا بأن يؤطر الوعي المجتمعي وبمزيد التقيد بأخلاقيات المهنة". ودعا الى مراجعة مجلة الصحافة باعتبارها تشتمل على عديد الأحكام التي تحول دون حرية الإعلام وتضع الصحفي تحت طائلة عديد العقوبات الزجرية. وأوضح من جهة أخرى أنه "لا يجب اعتبار الاتحاد العام التونسي للشغل حجرة عثر أمام التعدد النقابي مؤكدا ان الاتحاد هي المنظمة الشغيلة الاعرق في البلاد وسيتعامل بشكل حضاري مع مسألة التعددية النقابية التي اعتبرها ضرورية لتكريس الديمقراطية". وفي إجابته عن سؤال "أي إعلام نريد؟" بين الاستاذ الجامعي جمال الزرن انه "يمكن صياغة هذا التساؤل من خلال عبارة "الجمهور يريد"" مؤكدا " اننا أصبحنا نتحدث عقب الثورة عن المتلقي الذي ظل مغيبا لعشرات السنين وكان يعتبر في النظام السابق كائنا متجانسا في حين أنه كائن متعدد". وفي تشخيصه لعلل الإعلام التونسي استنكر المحاضر ما ذهب إليه البعض في محاكمتهم للصحفي وكأنه المسؤول الوحيد عن مشاكل الإعلام عبر الزج به في جدال "أخلاقيات المهنة" وأوضح أن "الإعلام آلية معقدة من الصعب تفكيكها" مبينا في ذات السياق أن مسؤولية تغيير الإعلام تخص المجتمع بكل مكوناته وأن "الإعلام هو العربة التي ستقود عملية الانتقال الديمقراطي". وفي المداخلة الثانية "نظرة من الخارج للإعلام التونسي" استعرض الاعلامي التونسي نصر الدين اللواتي تجربته السابقة كصحفي في التلفزة التونسية مبينا ان النظام في فترة ما قبل ثورة 14 جانفي "كان يهيمن على الإعلام ويمارس دور الحارس القوي والقامع للحريات عبر المرفق العمومي". وأكد أن الصحفي كان يخضع خلال أدائه لعمله آنذاك لما اسماه "بالتعليمات والضوابط" وهو ما أدى إلى إفراغ المؤسسة العمومية من خيرة الصحفيين والتقنيين الذين صنعوا ربيع القنوات الخليجية والأجنبية التي انتقلوا إليها داعيا إلى "تفكيك المنظومة التي عملت طيلة سنين على حماية الصمت وتبريره وإشاعة الفرح الدائم".