تونس 9 أكتوبر 2009 (وات) - في جو جمع بين الرومانسية والتوق الى السمو بالنفس نحو الاعلى حيث سكت الجمهور وخيم الصمت والظلام الا من انارة خافتة برزت من اركان وزوايا فضاء اكروبوليوم قرطاج انبعث صوت علياء السلامى في عرض /نفس/ ليشدوا بنشيد دينى هندى ليتقاطع مع نداء الاذان الصادر من داخل القاعة بصوت اربعة شبان. واخذت بعد ذلك مجموعة /الالوس/ الحضور من عشاق الموسيقي الكلاسيكية في سفر نحو عوالم المقدس من خلال التدرج في الانتقال من الانشاد الصوفى العربي الاسلامي الى الغوسبيل البروتستانتى الامريكى الى الاغانى الدينية المسيحية ثم /وصلات/ من ترنيمات البوذيين. كل ذلك في تناغم جميل بين كل عناصر المجموعة الذين انتشروا في كافة الزوايا ليتردد صدى اصواتهم وتمتماتهم في كامل فضاء الاكروبوليوم الذى بدا وكانه اعد وصمم خصيصا لمثل هذا النمط الموسيقي الذى يجمع بين المقدس والدنيوى وفق تصور ابداعى تحضر فيه الى جانب دلالة الكلمة التعابير الجسدية و كل عناصر الفرجة. هذه ابرز ملامح عناصر وملامح عرض /نفس/ الذى قدم في سهرة الخميس ضمن فعاليات تظاهرة الاكتوبر الموسيقي وشدت فيه علياء السلامى ومجموعتها باغان واناشيد روحية تعبر عن كونية الثقافة وروح التسامح والحوار بين الاديان. وقد تفاعل الجمهور مع جمالية وتنوع وكذلك ثراء الموسيقي الروحية من ثقافات وديانات مختلفة. ومثل عرض /نفس/ مناسبة لاكتشاف ما يجمع بين الاديان من توق الى مناجاة الالاه والرغبة في السمو بالنفس والدعوة الى المحبة والاخوة ونبذ كل مظاهر واشكال اقصاء الاخر المخالف. لقد كان /نفس/ برغم تنوع الديانات موحد في معانيه وتعبيراته اذ وحدت الموسيقي الاذواق والحس ونبذت كل مظاهر الحدود الثقافية. وقد تابع الحضور بنفس الروح والوجدان الاناشيد والتعابير الروحية من اقصى شرق اسيا الى الغرب الامريكي مرورا بحدود المتوسط وادغال افريقيا في كل هذه الاقطار والامصار يتغنى الناس ويتقربون الى الله بنفس الاسلوب والشوق وكذلك الرجاء. في المستوى الجمالي والفني بينت الفنانة علياء السلامى من خلال عرض /نفس/ قدرتها على التعاطى مع كل الاشكال والانماط الموسيقية والثقافات والاعتقادات المختلفة لتجعل من العمل مقاربة سوسيو ثقافية تروم اكتشاف التراث الموسيقي للمجتمعات من خلال ما يجمعهم ويوحدهم من خلال المقدس.