تتربع تونس، منذ سنوات، العرش الذهبي كأحسن وأجمل قبلة سياحية تستهوي الجزائريين لقضاء عطلتهم الصيفية، دون سواها من البلدان المعروف عنها جمالها الطبيعي وشواطئها الخلابة وحسن استقبالها وغناها بالبنى التحتية المساعدة على قضاء أوقات جميلة يتذكرها السائح ولا يستطيع إلا أن يعود إليها مرة أخرى كلما سنحت له الفرصة لذلك. ورغم بروز بعض الوجهات السياحية الجديدة في الآونة الأخيرة والتي لفتت انتباه السائح الجزائري، كتركيا التي استقطبت السنة المنصرمة آلاف العائلات الجزائرية، إلا أنها ما فتئت تتدحرج من سلم اهتماماته شيئا فشيئا، خاصة بعد الأحداث الأمنية التي عصفت بها مؤخرا بعد الانقلاب الفاشل على الرئيس التركي رجب طيب أرودغان. وحسب عارفين بالشأن السياحي، فإن من أسباب تطور قطاع السياحة بتونس التي باتت تنافس باقي الوجهات السياحية العالمية، أن القطاع السياحي التونسي متكامل فلا شيء ناقص، ولا طلب من الطلبات التي يحتاجها السائح يقابل بالرفض، بدءا من أبسط الأمور والحاجيات إلى أكبرها، كما تعتمد تونس في إدارة شؤونها السياحية على طاقم بشري شاب لا يتجاوز معدل عمره 30 سنة، وهو ما يلاحظه كل جزائري زار تونس على كل عمال الفندق من إدارة ونادلين وطاقم طبي ساهر على مراكز العلاج بالمياه المعدنية، وأيضا المرشدين السياحيين الذين يرافقون الاطقم السياحية. وما ساعد تونس على تقديم أرقى الخدمات السياحية هو المستوى التعليمي والثقافي لهذا الطاقم، بالإضافة إلى أن المهنة السياحية في تونس ليست مفتوحة لمن هب ودب، بل حتى النادل يجب أن يكون متحصلا على مستوى جامعي وتابع تكوينا متخصصا في مراكز تكوين القطاع السياحي، وما يبرهن على ذلك طريقة عملهم سواء من حيث الاستقبال وعبارات طلب خدمتك وراحتك لا تفارقك في أي زاوية من زوايا الفندق. السياحة التونسية ليست خدمات الفنادق فقط، بل جميع النشاطات المرتبطة بها من صناعة تقليدية وطبخ بجميع أنواعه من تقليدي إلى كل أطباق العالم، وكذا الرياضات وألعاب التسلية التي تدخل في النشاطات السياحية، لا سيما الغوص البحري، ضف إلى ذلك أن المواطنين التونسيين يملكون ثقافة سياحية واسعة في الترويج لسياحة بلدهم، بدءا من فضاءات التسوق، حيث يسمح للأجنبي التقدم وكأنه أولوية، أما سيارات الأجرة فلا يجادلك أبدا عن السعر أو المنطقة.. يكفي أن تركب وتقول له وجهتك، كما تخلو الأماكن السياحية التونسية من المواقف العشوائية وما شابهها، أضف إلى ذلك أن الحياة الاجتماعية تبقى مستمرة في الليل كما في النهار، فالمحلات التجارية مستمرة النشاط. كما تتميز شوارع تونس بأمن وطمأنينة، فلا أحد يعترض سبيلك وأنت تتجول بالمدن التونسية حتى ولو كان ذلك في ساعات متأخرة من الليل، هي عوامل وأخرى جعلت العديد من السياح الجزائريين يفضلون هذه الوجهة دون غيرها من الوجهات العالمية الأخرى. وأوضح إطار سابق بوزارة السياحة، رفض الكشف عن اسمه ، أن اختيار الجزائريين تونس كأفضل وجهة سياحية يمكنهم من خلالها قضاء أوقات جميلة خلال عطلتهم الصيفية مرده إلى سببين مهمين، أولهما أن السفر إلى تونس يكون غالبا عبر البر ولا يحتاج إلى تأشيرة، عكس العديد من الوجهات السياحية العالمية المعروفة كتركيا والدولة الأوروبية التي تتطلب تأشيرة للدخول إلى أراضيها، أما السبب الثاني حسب محدثنا فإن الفارق الكبير في الأسعار المتاحة في تونس وباقي الدول الأخرى ، يجعل السائح الجزائري خاصة الشرائح متوسطة الدخل تجعل من تونس أفضل ملاذ سياحي، بالإضافة يقول إلى الخدمات السياحية والبنى التحتية الرائدة التي تحتوي عليها تونس. بالمقابل، يرى ذات المتحدث أن القدرة الشرائية للمواطن الجزائري تتيح له أن يتجه لتونس التي توفر له بأسعارها المعقولة فرص قضاء أوقات جميلة، عكس الوجهات الأخرى كماليزيا وتركيا والدول الأوروبية التي تتطلب أموالا كبيرة نوعا ما.