تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، في اليومين الأخيرين، في المملكة العربية السعودية صورة لحاج إفريقي، رفض أن يقوم بالرجم الشرعي، من خلال رمي الجمرات، في المكان الذي سنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالطريقة التي تواتر عليها المسلمون أثناء أدائهم الفريضة الخامسة، عندما أخرج من جيب قميصه ما يسمى ب"التاربولات" ، وراح يقذف الحجر تلو الآخر. وأخذت هذه الصور انتشارا فظيعا بين مذهول لطريقة تفكير هذا الحاج، وبين غير مصدق ومعتبر الصورة إساءة إلى المسلمين، وهي من فعل الفوتوشوب نقلا عن "الشروق" الجزائرية التي ذكرت عددا من التجاوزات والغرائب التي شهدها موسم الحج لهذا العام من بينها، أن حاجة فاجأت كل الذين كانوا يقومون بطواف الإفاضة بعد الرجم، وهي تصعد إلى الأعلى متمسكة بستائر الكعبة، وراحت تلعق بلسانها، كسوتها الجديدة، بطريقة غريبة ثم تمس وجهها وذراعيها وبطنها بقماشها، حتى كشفت أجزاء من جسدها، ووجد رجال الأمن صعوبة في إنزالها بعد أن دخلت في غيبوبة وهستيريا على قناعة بأنها قامت بما يجب أن يُفعل. وأمام حنفيات سقيا الحاج من ماء زمزم، يقوم بعض الحجاج بالوضوء بماء زمزم، وليس بشربه، كما أذهلت سيدة هندية الجميع عندما أخرجت عددا من ألبسة أهلها استقدمتها معها من الهند وراحت تغسلها بماء زمزم وقرأت عليها تعويذات بلغتها الهندية. وتمكنت السلطات السعودية منذ عهد محمد بن عبد الوهاب، من قبر واحدة من البدع الغريبة، وهي زيارة المقابر والتبرك بها، خاصة التي يقال إنها للصحابة الكرام، عندما قام بطمسها نهائيا، كما وضعت السلطات السعودية حول قبور شهداء غزوة أحد، سياجا لا يمكن التسلل منه، فمنعت التمسّح بالقبور كما يجري في العتبات الشيعية في النجف وكربلاء، ولحسن الحظ فإن هاته التجاوزات مجرد استثناء، بينما يمرّ الحج عموما في ظروف إيمانية راقية، بسبب قدوم غالبية حجاج العالم رفقة مرشدين وأئمة.