تشارك تونس لأول مرة منذ سنة 1958 في الدورة 57 للمعرض الدولي للفن المعاصر بالبندقية، التي ستلتئم من 13 ماي إلى 26 نوفمبر 2017، من خلال جناح للآداء الفني حول محور الهجرة، ذلك ما تم الإعلان عنه رسميا، يوم الاربعاء، أثناء ندوة صحفية نظمتها مؤسسة الأزعر للمبادرات الثقافية في شمال افريقيا والشرق الأوسط، حضرها كل من سفير الاتحاد الأوروبي بتونس، باتريس بارغاميني وسفير إيطاليابتونس، ريمندو دي كاردونا. وقالت محافظة الجناح التونسي، لينا الأزعر إن "مشاركة تونس ستتم بطريقة غير نمطية، بعيدا عن الفضاء الكلاسيكي لتقديم الأعمال والفنانين، لتأخذ شكل العمل الرمزي والتفاعلي الذي يمثل نقطة انطلاق للمحور الرئيس لبينالي البندقية 2017 والمتمثل في مسألة كسر الحواجز والحدود". وأوضحت أن "جناح تونس الذي سيكون جناحا وطنيا وعالميا باعتبار أن المشاركين في هذا المعرض سيتحصلون على تأشيرة عبور رمزية عالمية، سيشكل فضاء يقدم مشاركات للمفكرين والفنانين والمهتمين بمسألة الهجرة التي باتت قضية إنسانية، بطريقة افتراضية"، حسب تعبيرها. وتأتي مشاركة تونس، التي عرفت عبر التاريخ بأنها أرض هجرة ونقطة عبور نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، لتؤكد على انفتاحها ورفضها للتعصب ولعدم الثقة في الآخر. وتسعى تونس من خلال مشاركتها التي تحمل عنوان "غياب المسارات" إلى دعوة الزائرين للتفكير في مسائل عديدة تتعلق بالحدود والأقاليم لتنقل لهم حلم "أمة مهاجرة". وسيتم بهذه المناسبة إطلاق منصة إلكترونية تفاعلية لتقديم مساهمات المفكرين والفنانين التونسيين والتي يمكن أن تأخذ أشكالا متعددة على غرار النصوص والرسوم والتسجيلات السمعية البصرية وغيرها. وسيقع إثراء هذه المنصة بمشاركات تأتي تباعا طوال فترة المعرض التي تمتد على سبعة أشهر ليتم تجميعها في نهاية التظاهرة في شكل عمل جماعي.