نشرت النائبة عن حركة النهضة جميلة الكسيسكسي تدوينة عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك لتوضيح 3 نقاط أولها المغزى من تدوينتها السابقة، ثانيها المعنيون بكلامها و ثالثا سبب حذف التدوينة. بخصوص التدوينة التي قمت بنشرها البارحة على صفحتي على خلفية ردود الافعالة حول تعيين السيد عماد الحمامي والسيد أسامة بن سالم كمستشارين لرئيس الحكومة في القصبة، يهمني اني نوضح لكل الشعب التونسي ولكل النخب الوطنية وكل النشطاء في الحقل السياسي والمدني الذين عبروا عن تحفظهم على نص التدوينة شكلا ومضمونا. اريد الإجابة على ثلاثة أسئلة، اعتقد انها كافية لإنهاء الجدل وتوضيح ما قد يكون خفي. كتبت تفاعلا مع موجهة كبيرة ضد تعيين السيدين المذكورين وتجني وتشويه تعرضا له فقط لأنها ينتميان إلى حركة النهضة، تمت تعيينات كثيرة من قبل رئيس الدولة ورئيس الحكومة ولم يثر الأمر اي تحفظ ولا اعتراض، ولم يطرح مطلقا مسألة المستشارين والتعيينات. اما وأن هوية الاشخاص المعنية نهضة، تصبح المسألة قضية رئيسية ويتم التعرض بالثلب لقياديي النهضة. لمن اتوجه بكلامي؟ إلى فئة في المجتمع، قليلة والحمد لله لم تقبل اللعبة الديمقراطية ولا قواعد التنوع والتعددية، وظلت سجينة حقدها الاديولوجي القديم أو تلك الحالمة بعودة النظام السلطوي. هذه الفئة التي ظلت طريق الديمقراطية لا تزال بعد عشر سنوات من الثورة ومن البناء الديمقراطي تطلق احقادها على كل الطيف السياسي الفاعل بعد الثورة وخاصة حركة النهضة. لماذا حذفت التدوينة؟ هي تدوينة قصيرة ومقتضبة حذفتها استجابة لطلبات أناس اجلهم واحترمهم جدا. حيث فهم العديد من الأصدقاء المحترمين جدا من جميع الاطياف السياسية والمدنية إنها قد تكون شملتهم لأنهم عبروا عن تحفظاتهم عن مسألة التعيينات عموما، وتطرقوا بعين النقد المبصرة لهذه المسألة بهدف الإثراء واليقضة المواطنية في علاقة بمنظومة الحكم. قمت بذلك رفعا لكل التباس، ولأني لا ارضى الإساءة لهم ولهن ولو عن غير قصد تقديرا واحتراما. للعلم انه هناك فرق بين من يطرح قضية التعيينات سواء في القصبة أو غيرها من مؤسسات الدولة من حيث النجاعة ومن حيث حسن اختيار الاشخاص ومن حيث عدد المستشارين وصفتاهم واختصاصاتهم ومعايير تسمياتهم والامتيازات المخولة لهم، هذا أمر بديهي وعادي بل ومطلوب وبالحاح شديد، وبين من يثير الموضوع ويعترض بمنطق الإقصاء ومنطق عدم قبول قواعد الاختلاف في الرأي والتوجهات فهذا أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه بل يحب التصدي لهذه العقليات من قبل جميع حرائر وأحرار تونس. انتهز الفرصة لشكر كل من ذكرني اننا في حالة حرب ضد الفيروس اللعين وليس الوقت مناسبا للمناكفات مع خصوم الديمقراطية وأعداء الثورة. اختم واقول، للقلة القليلة المعنية بالتدوينة، أن حركة النهضة قيادة وقواعد وأنصار جاءت من رحم هذا الشعب، وهي حركة فاعلة منذ خمس عقود في الساحة السياسية كطرف معارض قوي لمنظومة الاستبداد، وكفاعل في الخطوط الأمامية في مسار البلاد ما بعد ثورة 2011 مع مكونات الساحة السياسية بتنوعها وبمختلف تشكلاتها. لذا لا بد أن تعي هذه الفئة أن تونس لجميع التونسيين وأن خيار الاختلاف والتعدد خيار وطني استراتيجي خطه دستور الجمهورية الثانية وتوافقت عليه جميع مكونات الشعب الا من ابى، وإنني أعني من ابى ولا احد سواهم. دمتم طيبين أحبكم جميعا بكل اختلافاتكم وبكل تنوعكم وبكل وهج الحياة الذي فيكم، لأن ذلك ثراء، وخلق وإبداع.