أوضح تقرير مؤشر الإرهاب العالمي أن عدد القتلى جراء العمليات الإرهابية هو الأكبر في التاريخ سنة 2014 مقارنة بعام 2013. ويأتي التقرير متزامنا مع تعاظم خطر الإرهاب في أوروبا، وتلويح تنظيم داعش بزيادة عملياته في القارة العجوز ونقلها إلى الولاياتالمتحدة إثر تفجيرات باريس الدموية، وإعلان القاعدة تبني تفجيرات مالي الأخيرة، ما يعني أننا قد نواجه في العامين الحالي والمقبل مخاطر أكبر قد تساهم في رفع أعداد الضحايا.. التقرير الحديث لمؤشر الإرهاب العالمي يكشف عن تركز الإرهاب في عام 2014 أساسا في خمس دول هي أفغانستانوالعراق ونيجيريا وباكستان وسوريا. وذكرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن أعداد الضحايا في كل من العراق وسوريا ونيجيريا وباكستان وأفغانستان يشكلون ثلاثة أرباع مجموع ضحايا الإرهاب في العالم. ويشير التقرير إلى انتشار النشاطات الإرهابية وتوسعها في العام الماضي إلى بلدان أخرى مثل الصومال وأوكرانيا واليمن وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان والكاميرون. وبحسب التقرير العالمي، فقد ازداد عدد الدول التي وردت فيها أخبار عن مقتل شخص واحد على الأقل خلال عملية إرهابية من 59 دولة عام 2013 إلى 67 دولة عام 2014. لكن من المهم التوقف عند مؤشر أوردته أخيرا مجلة "إيكونوميست" وهو أن عدد قتلى الإرهاب في البلدان الغربية لم يتجاوز 3 في المئة من ضحايا الإرهاب في العالم في الخمسة عشر عاما الأخيرة. لكن تهديدات "داعش" الأخيرة باستهداف أوروبا دقت نواقيس الخطر محذرة من زيادة أعداد الضحايا. ولعل المأمول بعد أحداث باريس الدموية، والاستنفار في أوروبا والعالم من خطر الهجمات الإرهابية، هو التوصل إلى استراتيجية عالمية لمحاربة الإرهاب بمشاركة جميع الأطراف المتضررة والفاعلة عالميا، وعدم انتهاء حالة الاستنفار حال انحسار موجة المخاطر الإرهابية الحالية عن البلدان الغربية، لأن عصر العولمة كشف بوضوح عن ارتباط منظومة الأمن في العالم، وعدم امكانية الانتصار على الإرهاب من دون تجفيف جميع منابع التطرف وبؤره، وقطع دابره من الجذور.