يحيي العالم في العاشر من ماي من كل عام اليوم العالمي للذئبة الحمراء، حيث تخصص المنظمات العالمية الصحية أنشطة للتعريف بمرض الذئبة الحمراء لزيادة الوعي وتثقيف الناس حول الأعراض والآثار الصحية لهذا المرض. إذ في هذا المرض يتخيّل جهاز المناعة أنّ أعضاءه غريبة عنه فيبدأ بمهاجمتها باعثا الأجسام المضادة باتجاه الأعضاء الحيوية لتدميرها. من ضمن كل عشرة أشخاص يصيب المرض تسع نساء ورجلا واحدا، والسبب أن الأمراض المناعية-الذاتية تكون في النساء أكثر من الرجال. ويبلغ عدد المصابين بمرض الذئبة الحمراء في العالم ما يفوق 5 ملايين شخص إنّما يندرج هذا الداء في فئة الأمراض النادرة المزمنة التي تضرب إنسانا واحدا من أصل 2000. إلى هذا، يكون المرض أشدّ حصولا عند النساء الأفارقة والزنوج وهم يشكّلون نسبة أكبر من المرضى، عكس ذوي البشرة البيضاء. إنّ الاستعداد الجيني في مجموعة HLA من الجينات المتواجدة على الزند القصير من الكروموزوم السادس يلعب دورا بارزا في اندلاع أعراض "الذئبة الحمراء" التي تلحق إصابات مباشرة في الأعضاء مثل القلب والرئة والكلى وتعرّض لأوجاع شرسة في البطن والمفاصل. كما يفيد التعريف الطبي لمرض "الذئبة الحمراء" أنّ هذا الداء سمّي هكذا لأن أشهر الأعراض التي يُصاب بها المرضى هي عبارة عن طفح جلدي يطرأ على منطقة الوجنتين والأنف، فيصبح الوجه على هيئة فراشة مشابهة لحمرة وجه الذئب. ولذا هناك مساعي عالمية جادّة اليوم لتبديل تسمية المرض من "الذئبة الحمراء" إلى "الفراشة الحمراء" بغية إزالة مفهوم أنّ أعراض المرض الجلدية تشبه وجه الذئب لما تتسبّب به هذه التسمية من خوف لدى المرضى. يحصل الاستقرار المرضي في الذئبة الحمراء بعد مرور سنتين كاملتين على أخذ العلاجات اللازمة التي تتوزّع ما بين أدوية الكورتيزون ومضادات الالتهاب والروماتيزم مثل دواء Plaquenil والأدوية المثبطة للمناعة كعقاقير Endoxan و Imurel. وظهرت في السنوات القليلة الماضية عائلات جديدة من الأدوية البيولوجية الذكية التي تستهدف فقط لا غير الأجسام المضادة التي ولّدها جهاز المناعة. نذكر من بين الأدوية البيولوجية المثبّطة للمناعة عقارين هما Rituximab الذي يتواجد في الصيدليات باسم Mabthera و عقار Belimunab الذي يتوفّر في الصيدليات باسم Benlista. لذلك، المصابون بداء "الذئبة الحمراء" يحتاجون إلى متابعة خاصة ومستمرة وكلّما كان المريض صبورا ويفهم المرض ويحصل على الدعم من أهله والمجتمع، كلما أمكنه قبول مرضه المزمن. أما المرأة الراغبة في الإنجاب واكتشفت مرضها بعد أشهر قليلة من زواجها، عليها أن تتريّث قليلا قبل الحمل لألا تصاب بالإجهاض اللاإرادي أو عليها أن تُقبل على الحمل بعد أن يصف لها الطبيب أدوية لا تشكّل خطرا على جنينها تقتصرعلى أدوية الكورتيزون ومضادات الروماتيزم كدواء Plaquenil. الإيضاحات مع طانيوس حبيس، الدكتور الإختصاصي في أمراض المفاصل والروماتيزم.