تصاعد غضب الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات التونسية، ضد التطبيع الاماراتي مع الكيان الصهيوني، ومع ذلك لم تتخذ الديبلوماسية التونسية موقفا رسميا من هذه المسالة، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الصمت خاصة أن رئيس الجمهورية قيس سعيد كان له موقف واضح من التطبيع إبّان حملته انتخابية حيثُ وصفه ب"الخيانة العظمى". وفي الأثناء، أدانت أحزابُ سياسية ما سُمّي ب" اتفاق السلام" الذي وقعته الامارات مع كيان الاحتلال برعاية الادارة الأمريكية. وأكدت حركة النهضة، في بيان لها، دعمها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية التي أجمعت على إدانة هذا الموقف واعتبرته عدوانًا على الشعب الفلسطيني وعلى كل محب للحرية. ودعت الديبلوماسية التونسية "المنحازة للقضية الفلسطينية"، وفق وصفها، إلى اتخاذ موقف واضح ضد هذه الخطوة الخطيرة ومضاعفة الجهود لدعم الموقف الفلسطيني في كل المحافل العربية والدولية والتصدي لكل مشاريع التفريط في الحق الفلسطيني، كما أكدت استعدادها للتنسيق مع كل الأحزاب والمنظمات لإدانة هذا الموقف والتصدي له. بدوره، أدان التيار الديمقراطي كل أشكال التطبيع المعلن وغير المعلن والتنديد بصمت جامعة العرب من الخروج على إجماعها، معبرا عن دعم لا مشروط لعدالة قضية فلسطين. أمّا حركة الشعب في بيانها فقالت: "في الوقت الذي تمتد فيه يد الغدر والإجرام الصهيونية إلى أهلنا بفلسطين يأتي موقف الإمارات المخزي، ونعبر عن غضبنا وندين الخطوة بأشد العبارات، وكذلك خطوات المطبعين، ونعتبره خيانة وجريمة بحق شعب فلسطين وحقه بالحرية، مع وقوفنا صفا ضد كل محاولات ومخططات الاحتلال، وندعو الأمة للوقوف بوجه التطبيع" . من جانبه، أكد حزب التكتل تشبثه بموقفه المبدئي المساند مطلقًا لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، معبرًا عن رفضه المطلق للتمشي الأحادي المتوخّى من طرف أي دولة عربية، في التفاوض المباشر مع الكيان الصهيوني وأدانت الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، وهيئة المحامين الشبان الاتفاق المذكور ودعتا كلا من رئيس الدولة والحكومة التونسية إلى الإسراع بشجب كل مبادرة تسعى إلى التطبيع أو الترويج له، والإسراع بتقديم مبادرة تشريعية لتجريم التطبيع داخل المنظومة القانونية لتونس. وأدان الاتحاد العام التونسي للشغل ما وصفه ب"القرار المخزي لدولة الإمارات بالتطبيع مع الكيان الصهيوني"، واعتبره "حلقة في سلسلة الخيانات التي مارستها وتمارسها الأنظمة العربية الموالية للقوى الاستعمارية". وطالب الاتحاد في بيان، الحكومة التونسية بالتنديد بهذا القرار "الخياني". وندّدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بشدّة في بيان قرار تطبيع العلاقات بين الإمارات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي. ودعت الرئاسات الثلاث في تونس إلى الرفض العلني والواضح لهذه الخطوة التطبيعية مع كيانٍ يعتبر عدوا لتونس ولكل الشعوب العربية، والتطبيع معه يمثل خيانة وفق نص البيان. كما طالبت نقابة الصحفيين كل القوى المدنية والسياسية والشعبية التونسية بالتجند لرفض هذه المؤامرة بحق الشعب الفلسطيني، بما فيها المشاركة بكثافة في الوقفة الاحتجاجية أمام سفارة دولة الإماراتبتونس المبرمجة ليوم غد الثلاثاء 18 أوت الجاري بداية من الساعة الحادية عشر صباحا. وأدانت رئاسة مجلس نواب الشعب اتفاقية تطبيع دولة الإمارات مع الكيان الصهيوني. ووصفت رئاسة المجلس في بيان، القرار الإماراتي بأنّه "تعدّيا على حقوق الشعب الفلسطيني وتهديدا صارخا لحالة الإجماع العربي والإسلامي، خاصة على المستوى الشعبي، الرافضة للتطبيع". وكان البيت الأبيض قد أعلن، الخميس 13 أوت 2020، التوصل إلى اتفاق رسمي لتطبيع كامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية، بعد مسار استمر لسنوات من التحالف شبه الرسمي، في معظم الملفات الإقليمية. وعبرّت مصر وسلطنة عمان والبحرين عن ترحيبها رسميا بالاتفاق بين أبو ظبي وتل أبيب.