هل تحوّلت إذاعة "نزاهة" من ناطقة باسم هيئة مكافحة الفساد إلى مدافعة عن شوقي الطبيب؟ خصصت إذاعة "نزاهة" التابع للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مساحة تغطية خاصة كبيرة تمحورت حول ردود الأفعال الرافضة لإقالة رئيس الهيئة شوقي الطبيب يوم الإثنين الفارط وتعيين القاضي عماد بوخريص رئيسا للهيئة مكافحة الفساد. واستضافت الإذاعة عديد الشخصيات التي وجّهت انتقادات لاذعة لرئيس حكومة تصريف الأعمال الياس الفخفاخ بسبب إقالته لشوقي الطبيب، على غرار عميد المحامين ابراهيم بودربالة والقاضي الإداري السابق أحمد صواب والقاضية كلثوم كنّو وأستاذي القانون الصادق بلعيد وسليم اللغماني، ورئيس هيئة الانتخابات الأسبق كمال الجندوبي وباسط بن حسن مدير المعهد العربي لحقوق الإنسان. ولم تستضف الإذاعة أي مسؤول من الحكومة من أجل الاستفسار عن سبب الإقالة، ومنح الجهات الحكومة مساحة مكافئة ومتناسبة لتوضيح وجهة نظرها، بل خصصت أغلب وقتها من أجل انتقاد قرار الفخفاخ حتى أنها تحوّلت من إذاعة تابعة لهيئة مكافحة الفساد إلى إذاعة مدافعة عن رئيس الهيئة المقال، وهو ما دفع أحد المدوّنين إلى المقارنة بين أداء قناة نسمة الخاصّة إثر إيقاف نبيل أحد مالكيها، وأداء راديو نزاهة الجمعياتية. ومن بين الضيوف الذين دافعوا عن الطبيب ووجهوا انتقادات لاذعة لرئيس حكومة تصريف الأعمال، رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري السيد النوري اللجمي والذي قال إن الفخفاخ ليس له الحق إقالة الطبيب. وبقطع النظر عن موقف اللجمي، فإنّه يترأس هيئة مكلّفة بمراقبة الإعلام ومدى حياده ونزاهته وعدم خضوعه لشخص أو مجموعة لخدمة أغراض ما، غير أن اللجمي والهايكا صمتا عن سياسة توجيه الرأي العام التي ينتهجها راديو "نزاهة" ضدّ قرار إقالة الطبيب. وتواترت التعليقات على صفحة الإذاعة بموقع فايسبوك، تنتقدها بسبب تحوّلها إلى لسان شوقي الطبيب، ولامها آخرون على صمتها في وقت سابق عن إقالة وزير الصحة عبد اللطيف المكي و5 وزراء آخرين.