قالت نقابة الصحافيين إنّها سجلت "منعرجا خطيرا في علاقة الأمن بالصحافة". وندّدت النقابة، في بيان اليوم 29 سبتمبر 2021، "بعدم توفر الإرادة لدى وزارة الداخلية للتصدي لتجاوز منظوريها للقانون وبعجز هياكل الدولة عن ممارسة دورها الأساسي في حماية مواطنيها ومواطناتها". ورصدت النقابة اليوم 3 اعتداءات على الصحافيين أثناء قيامهم بعملهم. واعتبرت ذلك "تواصلا لدولة البوليس ومؤشرا على المخاطر التي تهدد حرية الإعلام من خلال ترهيب الصحفيين والتضييق على حرية العمل الصحفي". وذكر البيان أنّ وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس 1 أذن اليوم بإحالة أسامة الشوالي الصحفي بحالة تقديم على أنظاره غدا صباحا بتهمة "الايهام بجريمة" على خلفية شكاية ضده وهو بصدد القيام بعمل صحفي استقصائي. وذلك بعد أن اقتاده أعوان أمن هو والمصور الصحفي مكرم المفتاحي والمنسق حسام الفرشيشي إلى مركز الأمن بمنطقة سيدي البشير بتونس العاصمة بعد القبض عليهم في مقبرة "الجلاز" خلال عملهم على تحقيق استقصائي حول تجارة الجماجم البشرية. وفي حادثة ثانية تصدّى عون أمن الصحفية فايزة العرفاوي خلال قيامها بروبرتاج مصور حول ارتفاع الأسعار بمنطقة المرسى بتونس. واقتادها إلى مركز الأمن أين تم تحرير محضر ضدها في التصوير دون ترخيص. وفي باردو اعتدى أحد الإطارات الأمنية على الصحفية ليليا الحسيني عندما كانت بصدد التثبت مما راج من أخبار عن الانسحاب العسكري من محيط مجلس نواب الشعب، وحاول افتكاك معداتها واعتدى عليها بالعنف واقتادها إلى مركز الأمن بباردو. والتحق بها المحامي ياسين عزازة، وعند تعبيره عن رفضه للاعتداء اللفظي الذي طال الصحفية، واصل الاطار الأمني ممارسته، بالاعتداء عليه. وعند توثيق الصحفية لحادثة الاعتداء على المحامي، عمد المعتدي الى افتكاك هاتفها وتعنيفها، مما استوجب تنقلهما الى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة، حيث قاما بالفحوصات الطبية وقدما شكاية لدى انظار وكيل الجمهورية الذي أذن بفتح بحث تحقيقي لدى الفرقة المركزية للحرس الوطني ببن عروس، حسب البيان. وقالت النقابة إنّها تحمّل المكلف بتسيير وزارة الداخلية والتفقدية العامة للوزارة والنيابة العمومية مسؤولياتهم في تتبع المعتدين وإنهاء حالة الإفلات من العقاب.