الشاهد / مصر اعتبرت الصحيفة الأمريكية ” واشنطن بوست ” أن الحشود الموجودة في الشارع المصري لا علاقة لها بالثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع مبارك، ولكنها عصابات من المخربين وبقايا النظام المخلوع وعناصر فاسدة من جهاز الشرطة. وحذرت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها أمس من أن ما يقف على المحك الآن ليس الإطاحة بنظام ولكن انهيار الدولة بأكملها وسقوطها في حالة من الفوضى، وأن من مصلحة المعسكرين المتحاربين “الحكومة الإسلامية والمعارضة العلمانية”، وضع حد للفوضى قبل أن تستهلك البلاد. وحملت الصحيفة الرئيس محمد مرسي الذي يحظى بقدر أكبر من الشرعية والدعم الشعبي وجماعة الإخوان المسلمين المسئولية إلى حد ما عن الأزمة التي تشهدها البلاد حاليًا من خلال لجوئه إلى بعض أساليب النظام المخلوع لفرض أجندته. وقالت: “إن ذلك لا يعني أن المعارضة لا تتحمل المسئولية أيضًا، فبعد خسارتها أمام الإسلاميين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالإضافة إلى الاستفتاء الدستوري، تبدو المعارضة غير راغبة في الالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية، فبعضهم يطلب استسلام الرئيس مرسي سياسيًّا للقبول بعرض الحكومة للحوار، بينما يسعى آخرون علنًا للإطاحة بالنظام الجديد”. وأشارت إلى أن ضعف وتعنت الجانبين قوَّى من شوكة قوى الفوضى من عناصر جهاز الشرطة والعاطلين الذين أشعلوا معارك الشوارع في القاهرة ومدن القناة. ورأت الصحيفة أن قادة الجيش يدرسون من جانبهم ما إذا كانوا سيتحركون لاستعادة النظام، أو الاستيلاء على السلطة، أو يظلون على الحياد. واعتبرت الصحيفة أن تراجع الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب “الدستور” عن موقفه الرافض للتفاوض مع النظام هو مؤشر على أن السياسيين بدأوا في الالتفات إلى ضرورة الاتحاد.