(د ب أ) أكد أمين الاتحاد العام التونسي للشغل ، تمسك الاتحاد بدوره السياسي في البلاد ، داعيا الحكومة إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية. قال أمين عام اتحاد الشغل ” حسين العباسي” ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين ، إن محاولات السلطة “لتحديد مربع ضيق للاتحاد وتحييده لن تثنيه عن مواصلة لعب دوره المحوري في المشهد السياسي إلى جانب دوره النقابي”. وأضاف العباسي :”يعلق الشعب التونسي آمالا كبرى على الاتحاد ويثق فيه نظرا لعراقته وزخمه التاريخي وقدرته على إحداث التوازن في البلاد”. ويذكر ان الاتحاد خاض صراعات مريرة مع نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة منذ ستينيات القرن الماضي ومر بفترة فراغ خلال حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي أحكم قبضته على المنظمة. لكن الاتحاد استطاع أن يرمم سمعته من جديد خلال الثورة التونسية . وتأتي تصريحات العباسي بينما تستعد تونس لاحتضان المنتدى الاجتماعي العالمي تحت شعار “الكرامة” بدءا من يوم الثلاثاء حيث يفترض أن يبحث المنتدى واقع الثورات العربية وتأثيراتها الاقتصادية إلى جانب موضوعات أخرى مثل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد والحق في العمل ومناقشة بدائل “للرأسمالية المتوحشة” والليبرالية الجديدة. وسيحضر المنتدى الذي ينظم لأول مرة في دولة عربية ويتوقع أن يجتذب الآلاف من مناهضي العولمة 4500 منظمة غير حكومية و200 نقابة وعشرات الآلاف من الناشطين في منظمات المجتمع المدني من نحو 140 دولة. وطالب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الحكومة التونسية في حديثه مع (د.ب.أ) بالإسراع بتغيير نمط التنمية في البلاد والمتمثل في النموذج الاقتصادي الليبرالي “المتوحش” والذي كان من بين الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة. وأكد العباسي ضرورة إصلاح نظام الجباية “غير العادل” وإحداث خارطة جديدة لتوجيه الاستثمار في البلاد عبر الالتفات إلى المناطق الداخلية الفقيرة،حيت يمكن أن ترتفع معدلات البطالة إلى 40% بينما يمكن أن تتجاوز معدلات الفقر 20%. وتعهدت الحكومة التونسيةالجديدة برئاسة علي العريض والتي استلمت مهامها الشهر الجاري بخلق 90 ألف فرصة عمل وبالتحكم في الأسعار وغلاء المعيشة والدفع بالتنمية في الجهات الفقيرة . وختم العباسي بقوله :”ينتظرنا جهد كبير كما يلزمنا وقت لتحقيق أهداف الثورة لكننا لن نبقى نتفرج سنستمر في الضغط والنضال والتعبئة على الأرض”.