كل النساء بلا استثناء يرغبن في قوام ممشوق ، جسد خالٍ من التشوهات ووجه كالبلور ، و اليوم و بفضل مراكز التجميل في تونس اصبح الحلم حقيقة و لكن احيانا يتحول الحلم في منتصفه إلى "كابوس" يقض مضجع الحالمات بالجمال في تونس. و تختلف طلبات عمليات التجميل من واحدة إلى أخرى ، إذ يزداد الطلب على تكبير الصدر ونحت الجسم في عمر مبكّر، فيما يكثر الإقبال على شدّ الوجه والبطن ورفع الصدر مع تقدّم المرأة في العمر ، و يبقى شفط الدهون اكثر العمليات رواجاً في تونس . وتثير مصادر طبيّة الذعر بكشفها عن أنّ كثيرا من الأخطاء الفادحة بدأت تظهر للعلن وتسبّبت بحدوث تشوّهات لمئات السيدات بدلاً من حصولهنّ على مظهر أكثر جاذبية، نتيجة عمل الكثيرين من غير المؤهّلين في هذا القطاع. وتشدّد المصادر على ضرورة إشراف طبيب مؤهّل على عملية الحقن واستخدام مكنات شفط الدهون والليزر والبوتوكس والليفتينغ وغيرها، ما يجعل من مراكز وعيادات التجميل بحاجة إلى كادر طبي متخصّص. و تعاني تونس من فوضى جراحة التجميل ، اذ ان اغلب مراكز التجميل لا تخضع لمراقبة ناهيك ان القوانين و التشريعات شبه غائبة في هذا المجال ، إذ ان اغلب العاملين في هذا الحقل ليسوا متخصّصين وعياداتهم ليست مرخّصة كذلك، ما يجعل من الخضوع لمثل هذه العمليات مخاطرة كبرى ربما تكون نتائجها كارثية على طالبي التألق بعد أن يفقدوا كل شيء، المال والجمال معاً. و كشف رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن ضحايا الأخطاء الطبية أخطاء عيادات التجميل في تونس قد تسبب في وفاة الحالة . وأشار بن عمار في تصريح صحفي إلى وجود عدة حالات موثقة في هذا المجال، على غرار حالة سائحة فرنسية قدمت الى تونس مؤخرا لإجراء عملية تجميل تتمثل في شفط الدهون لكن المصحة اقتصرت على التحاليل التي جلبتها معها السائحة من فرنسا دون إجراء تحاليل جديدة للمريضة لأمر الذي أدى الى مضاعفات نتج عنه موتها أثناء العملية.. وتم ايقاف الطبيبة وإدانتها وقضت المحكمة ضدها بالسجن مدة 3سنوات لارتكابها خطأ طبيا أدى إلى وفاة هذه السيدة بعد إجرائها عملية تجميل في إحدى المصحات المعروفة في تونس. حالة أخرى تتمثل في وفاة زوجة رجل أعمال حدثت مؤخرا كانت بصدد القيام بعملية تجميل في إحدى المصحات الخاصة بتونس، الضحية جزائرية في العقد الرابع من عمرها توجهت الى احدى المصحات لاجراء عملية في انقاص الوزن الا انها توفيت خلال العملية. وقد قررت النيابة العمومية فتح تحقيق في حادثة الوفاة وتولت الشرطة متابعة الملف والتحقيق مع الأطراف الضالعة في هذه الحادثة. و تشهد تونس إجراء أكثر من 150 ألف عملية تجميل سنوياً، تأتي عمليات شفط الدهون على رأس القائمة، تليها تقويم الأنف، فيما انتشرت في السنوات الأخيرة عمليات شد الصدر والبدن والرقبة والوجنتين والجفون وتقويم الأسنان وزرع الشعر، فضلاً عن جراحة الترميم. وتحتل تونس المرتبة الثانية إفريقياً في مجال جراحة التجميل بعد جنوب إفريقيا، وتستقطب أعداداً كبيرة من الأوروبيين الذي يزورون البلاد في إطار ما بات يسمى بسياحة التجميل .