تونس - الصباح الاسبوعي شفط الدهون في المرتبة الأولى إقبالا وتجميل الثديين في المرتبة الثالثة تحسين الشكل الخارجي وإخفاء عيوبه بات الشغل الشاغل لعدد من المواطنين، من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية كذلك، إذ لم تعد عمليات التجميل بتونس موجهة للحالات الاستعجالية أو النساء فقط وإنما باتت اختصاصا يثير رغبات الأفراد في تحسين مظهرهم ويثير كذلك حب الاطلاع لديهم لاكتشاف هذا الاختصاص ومدى نجاعته ومدى خطورته أيضا إن التخوف من مخاطر عمليات التجميل أو مضاعفاتها يعتبر من بين الأسباب التي تساهم في تجنب التونسي إجراء عمليات التجميل التي أصبحت حاجة ضرورية وهامة بالنسبة للبعض, فعمليات التجميل باتت ضرورة لإصلاح التشوهات الخلقية وكذلك المنجرّة خاصة عن الحروق أو حوادث الطرقات أو غيرهما من الحوادث ويقع منح الأولوية لهؤلاء في المستشفيات العمومية لإجراء عمليات التجميل، ففي البداية ظهر اختصاص التجميل بالمصحات الخاصة وكانت كلفة العملية الواحدة مرتفعة جدا، إلا أنّ وعي الإطار الطبي بأهمية هذا الاختصاص دفع ببعض كفاءاتنا الطبية في هذا الاختصاص إلى إدخاله للقطاع العمومي وتمّ ذلك منذ 15 سنة فالدكتور علي العدواني يعتبر من الأوائل ،إن لم نقل الأول، الذي أدخل اختصاص التجميل للقطاع العمومي، وهو يشغل اليوم منصب رئيس قسم جراحة الوجه والترميم والتجميل بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة، ويقول الدكتور العدواني ل«الصباح الأسبوعي»: «فعلت ما بوسعي لإدخال هذا الاختصاص للقطاع العمومي فقد رأيت أنّ الوقت قد حان لنكوّن أبناءنا في هذا الاختصاص وفي وطنهم ما لم أنّ هذا الاختصاص حكرا على المصحات الخاصة، فمن غير المعقول أن يتمكنّ ميسورو الحال من إجراء عمليات تجميلية ومحدودو الدخل يبنون أملهم في تحسين شكلهم الخارجي، خاصة إذا ما كانوا يعانون من تشوهات خلقية، على أمل يرزقنا الله» وفي حديثه مع «الصباح الأسبوعي» حول أكثر أنواع عمليات التجميل التي تشهد إقبالا من قبل التونسيين، ذكر الدكتور العدواني أنّ شفط الدهون يأتي في المرتبة الأولى وتليه جراحة تجميل الأنف لنجد في المرتبة الثالثة عملية تجميل الثديين ثمّ جراحة تجميل البطن في المرتبة الرابعة التخوّف من عمليات التجميل أمر طبيعي وأكدّ محدّثنا أنّ نظرة التونسي إلى عمليات التجميل تغيرت خاصة بعد أن تم إدخال اختصاص التجميل إلى القطاع العمومي معتبرا تخوف التونسي من عمليات التجميل أمرا طبيعيا خاصة في ظل عولمة الإعلام وردا على سؤالنا حول مخاطر أو مضاعفات عمليات التجميل، قال رئيس قسم جراحة الوجه والترميم والتجميل: «يجب أن نعي بداية أنّ جراحة التجميل هي ابنة الجراحة العامة وهي اختصاص كبقية الاختصاصات الطبية، لذلك من الطبيعي جدا أن تكون له مخاطره أو مضاعفاته، فيوميا يموت أشخاص في غرفة العمليات» إنّ مخاطر عمليات التجميل عديدة والفرد مهدّد بالإصابة، بفعل مضاعفات التخدير، بسكتة دماغية نتيجة ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام دقات القلب إضافة إلى احتمال الإصابة بنزيف حاد وكذلك ازدياد نسبة موت أنسجة الجسم خاصة خلال عمليات تجميل الثديين أو البطن مع خطر الإصابة بالشلل ناهيك عن التعكرات الجرثومية التي يمكن أن تنجرّ عن جراحة التجميل وغيرها من التعكرات الصحية وقد أثارت وفاة «البنكاجية» مؤخرا على إثر إجرائها عملية تجميل لوضع حلقة في المعدة (Anneau Gastrique بعض ردود الفعل والتخوفات في صفوف أقاربها ومن علم بهذه الفاجعة، فقد شهدت الحالة الصحية لهذه المرأة عدة مضاعفات أدت إلى وفاتها وتعليقا على هذه المخاطر، قال الدكتور العدواني: «أنا لا أستغرب من هذه المخاطر أو المضاعفات فلا توجد عملية دون خطر ( le risque zéro n'existe pas en médecine) وأرى أنه من الطبيعي جدا أن تحدث هذه المضاعفات التي لا أراها حكرا على جراحة تجميل وإنما بإمكانها أن تظهر في أثناء إجراء أي جراحة» إنّ جراحة التجميل مرتبطة بمستوى ثقافي ووعي قبل كل شيء، فالمواطن العادي يرى في اختصاص التجميل ابتعادا كل البعد عن بقية العمليات الجراحية وهو ما يجعله يتخوّف من هذا الاختصاص فالبعض منهم يسعى إلى تجميل نفسه في الدنيا حتي «ينتعش بالحياة ويتباهي بنفسه ويتخلص من ذلك النقص الذي كان يعاني منه» فيجد نفسه في الآخرة اختصاص يستقطب الأجانب رغم هذه المخاطر التي يمكن أن يتعرضّ إليها الحريف، فإنّ اختصاص التجميل في بلادنا لا يقبل عليه التونسيون فقط وإنما الأجانب أيضا وذلك نظرا لانخفاض الأسعار من جهة مقارنة بأسعار الدول المتقدمة المشطة جدا، ووصف الدكتور علي العدواني أسعار عمليات التجميل بتونس بالأسعار الرمزية مشيرا إلى أنّ «تونس هي الدولة الوحيدة التي تتعامل مع اختصاص جراحة التجميل كغيره من الاختصاصات من خلال السماح بإجراء عمليات التجميل في المستشفيات العمومية للحالات غير الاستعجالية» وقد أكدّ العديد أنّ السياحة الاستشفائية والصحية كذلك تساهم في النهوض بالقطاع السياحي، لكن بحديثنا مع محمد علي التومي رئيس جامعة وكالات الأسفار، قال ل«الصباح الأسبوعي»: «مجال السياحة الصحية في تونس مهمّش وغير منظمّ، وإلى اليوم لا توجد وكالات أسفار متخصّصة في السياحة الصحية وهذا يعود بدوره إلى نوعيّة الخدمات المقدمّة في هذا المجال». وأكدّ التومي أنّ هذا الاختصاص يمكن أن يقدّم إضافة للسياحة التونسية