لا علنا لا ننسى ذلك التصريح الشهير و الذي يعود للرئيس السابق لنداء تونس و الرئيس الحالي للجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي و الذي قاله فيه ان لديه كفاءات في نداء تونس قادرة على تسيير 3 أو 4 دول ، في حين لم يستطع اليوم نفس الحزب رمرمة شقوقه و منع نفسه من الانهيار ، فالتجأ الى الاستنجاد بسياسيين من خارج اسوار الحزب لانقاذ ما يمكن انقاذه ، مطلقا بذلك صفارة انذار استجاب لها " الازلام" و "التجمعيين" ووزراء الدولة . و لا تخف المعارضة في تونس مخاوفها من استغلال أحزاب الائتلاف الحاكم وفي مقدمتها حركة نداء تونس من نفوذها السياسي خلال الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في ماي المقبل ، خاصة و ان الحركة تسعى و بشكل معلن إلى توظيف إمكانيات الحكومة والدولة التونسية في حملاتها الانتخابية، والتأثير على الناخبين بما يُفقد العملية الانتخابية نزاهتها وشفافيتها. و انطلقت في الايام الأخيرة مساعٍ محتشمة لحركة نداء تونس في محاولة لانعاش الحزب و انقاذه عسى أن يعود الحزب الى قوته وجماهيريته قبل الفوز في انتخابات 2014 ، و من بين آليات الانقاذ التي اعتمدها الحزب هو استغلال اجهزة الدولة (انتخابيا و ماليا) عبر تشكيل هيئة وطنية للاشراف على إعداد القائمات الانتخابية للحزب تضم 16 عضوا في الحكومة وجل مستشاري رئاسة الجمهورية كما تضم القائمة عددا من الوزراء المحسوبين على نظام بن علي ، ما دفع بالسياسيين لدعوة دائرة المحاسبات للقيام بدورها الرقابي بسبب ما اعتبروه تداخلا بين الحزب و دولة فيما التجئ نوابا من المجلس الى حث رئيس الحكومة على التدخل الفوري . لم يتردد الامين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في رسالة ارسلها الى رئاسة الحكومة و الى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، في التأكيد على أنه بالنظر إلى الأوضاع التي تمر بها البلاد"كان على الوزراء التركيز على عملهم ومسؤولياتهم الوطنية صلب الحكومة، أو الاستقالة منها للقيام بمهام حزبية مباشرة تستغل فيها إمكانيات الدولة لصالح أطراف بعينها".وشدد على أنه من شروط حياد الحكومة والإدارة في العملية الانتخابية "أن يكون المسؤول المحلي والجهوي على نفس المسافة من جميع الأحزاب ولا يوظف إمكانيات الدولة لخدمة حزب ما أو قائمة ما". ودعا في المقابل كافة الأطراف المعنية مباشرة بسلامة العملية الانتخابية وشفافيتها إلى "القيام بما يجب القيام به لتنقية المناخ العام كي تدور الانتخابات في جو شفاف بما يضمن تساوي الفرص بين كل الأحزاب والأطراف المشاركة في هذه الانتخابات". في المقابل اكد مدير المكتب التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي أن "الواجب يدعو أعضاء الحكومة والمستشارين المنتمين لحركة نداء تونس إلى المشاركة مع باقي قيادات الحزب في كل المحطات الانتخابية". واعتبر في توضيح نشره في صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن تولي أعضاء من حركته لمهام حكومية "لا ينفي عنهم صفتهم الحزبية وانتماءهم السياسي ولا دورهم داخل حزبهم". من جهة اخرى يعيش حزب نداء تونس قطيعة مع منسقيه و مناضليه في الجهات الذين اكدوا انهم سيدخلون غمار البلديات بقائمات موازية لقائمات الحزب بسبب اهتزاز ثقتهم بالقيادات الحالية التي تسببت في اضعاف الحزب ، و أكدت مصادر إعلامية ان مكاتب جهوية منتمية للنداء دعت الى خلق(قائمات موازية ) في كل الجهات لمنافسة الحزب و بحسب نفس المصادر فان ذلك حصل بعد ان عجزت القيادات الوطنية في كسب ثقة مناضلي الجهات ، الذين اعتبروا ان الحزب فقد زخمه الشعبي وهيبة هياكله وفاعليتها حيث أصبح نشاطه سطحيا بلا عمق شعبي ولا حركية نضالية . و دعا عضو المجلس الوطني والمكتب الجهوي لحركة نداء تونس بالمنستير نورالدين التليلي إلى ضرورة الابتعاد عن القائمات الحزبية و اعتماد قائمات مستقلة ببرامج محليّة ذات طابع اجتماعي وشعبي وفية لروح التونسة من وسطية واعتدال في ظل وحدة محليّة ووطنية عالية".على حد قوله