أثارت الاحتجاجات الاجتماعية الأخيرة التي شهدتها تونس مخاوف أمنية جديدة، من عودة شبح الاغتيالات إلى البلاد حيث كشفت شخصيات وطنية بارزة في الحكومة و المعارضة عن إبلاغها من قبل مصالح الأمن بوجود مخططات لاغتيالها من قبل جماعات متشددة ، ومن بين هذه الشخصيات القياديين في الجبهة الشعبية حمة الهمامي وأيمن العلوي، والنائبة عن التيار الديمقراطي سامية عبو، والقياديين بحركة النهضة لطفي زيتون و وليد البناني . يرى النائب عن حركة النهضة سامي الفطناسي أنّ خلق مناخ التهديدات بالاغتيالات يأتي في صالح الجماعات الارهابية التي من مصلحتها جر البلاد مرة أخرى إلى مربع العنف والفوضى، لأنها تعتبر أن نجاح التجربة الديمقراطية في البلاد وخلق مناخ أمني مستقر يفقدها أحلامها في الهدم. و في حديثه عن العوامل المسببة لعودة هذا المناخ ، أفاد القيادي بحركة النهضة بأنّ تونس من الممكن ان تتأثر بما يحصل في بعض الدول مثل سوريا و العراق فضلا عن ان البلاد على مشارف استحقاق بلدي مهم يجعلها محطّ انظار الاطراف المترصدة بها . و شدّد محدثنا على أن تونس تمتلك اجهزة و مؤسسات أمنية يقظة استطاعت قطع جذور الارهاب في تونس ، و بالتالي لا خوف على هذا البلد ، على حد قوله ويشدد المتابعون للشأن العام في تونس ان هذه الجماعات التي ظهرت فجأة بعد 2011 وليس لها أي وزن سياسي تعمل بنظرية "نيرون" وتدعو للفوضى والتخريب بمجرد خروجها من الحكم لبناء ما يسمى ب "المشروع الثوري". و كشفت شخصيات سياسية فاعلة في الحكم والمعارضة بتونس، عن إبلاغها من قبل مصالح الأمن بوجود مخططات لاغتيالها من قبل جماعات متشددة. وتتزامن هذه التطورات مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها شهر ماي المقبل، ما صعّد المخاوف من محاولة هذه التنظيمات المتطرفة "ضرب المسار الديمقراطي. آخر هذه التهديدات ، كشف عنها القيادي بحركة النهضة لطفي الزيتون ، الذي نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" يوم السبت 27 جانفي صورة قال ان صديقا له ارسلها اليه يظهر فيها وجه زيتون مكان وجه الرئيس الأمريكي جون كينيدي في سيارة مكشوفة . وعلّق زيتون على الصورة بقوله : "صورة غريبة أرسلها لي صديق نشرت على "فايسبوك" ... هل هي تهديد؟؟ ... هل هي رسالة مشفّرة لجهة ما؟؟.. الصورة الاصلية هي لجون كينيدي ثوان قبل اغتياله". و يرى مختصون ان عودة ظاهرة العنف من الممكن ان تنسف المشروع الديمقراطي و تقوض الوحدة الوطنية وهو ما يخدم مصلحة المترصدين بالثورة التونسية. النائب عن حركة النهضة وليد البناني، أكّد من جانبه في تسجيل فيديو نشرته حركة النهضة على صفحتها بفيسبوك "إن الفرقة المختصة لمقاومة الإرهاب، أعلمته بوجود مخطط لتصفيته جسديا، بعد إيقاف الوحدات العسكرية للقيادي برهان البولعابي بكتيبة جند الخلافة التي تتبع تنظيم داعش". وأشار البناني إلى أن المخطط كان مدروسا من ناحية الرصد ومكان التنفيذ وطريقته. النائب عن الجبهة الشعبية أيمن العلوي، تم استدعاءه هو الآخر من قبل السلطات الأمنية حيث تم إبلاغه بوجود تهديدات جدية تستهدف حياته الشخصية، كما وقع إعلام عائلته بوجوب اتخاذ الاحتياطيات الضرورية، وفقا لما صرح به العلوي ل"أصوات مغاربية". وفي السياق ذاته، وفرت وزارة الداخلية، حماية أمنية للناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، حمة الهمامي، تشمل أيضا مقر حزبه ومسكنه وتنقلاته، وفقا لما صرح به الهمامي لوكالة الأنباء الرسمية. النائبة بالتيار الديمقراطي المعارض، سامية عبو قالت إن وزارة الداخلية أعلمتها بوجود تهديدات لاستهدافها، مشيرة إلى فتح تحقيق في الموضوع، وأضافت أن وزارة الداخلية قد عرضت عليها توفير حماية أمنية. عودة مخططات الاغتيال إلى الواجهة بقوة، يثير مخاوف كبيرة لدى الطبقة السياسية، خاصة في ظل قرب حلول موعد الانتخابات البلدية الأولى من نوعها بعد ثورة 14 جانفي. ويرى سياسيون أن تهديدات التصفية والاغتيال تشير إلى رغبة في "ضرب المسار الديمقراطي بالبلاد".