منذ تشكلها في 2012، ارتبط شعار "نحن ضدّ" بالجبهة الشعبية لإصرارها في كلّ المحطات المصيرية ،أو حتى منها البسيطة، التي تمرّ بها البلاد بالوقوف عكس الجميع وإن بات جليّا وواضحا للعيان خطأ اختيارها،ومثّل اسقاط الحكومة على اختلاف توجهاتها أهم مطالبها، حتى أضحت تلقّب ب"المعارضة الهدّامة"، باعتبارها تعترض دون تقديم أي بدائل واقعية لحلحلة أزمات البلاد. ويرى مراقبون أنها فشلت في إعادة تطوير خطابها وتجاوز إرثها الإيديولوجي اليساري، وتطوير رؤيتها للمشهد السياسي في البلاد بعد ان اختزلته في الصراع الوجودي مع بعض الاحزاب التي تخالفها في التوجه، حتى باتت في عزلة سياسية. "قال الناطق باسم الجبهة الشعبية، حمة الهمامي، إن ‘رحيل يوسف الشاهد مسألة وقت ليس أكثر'، وفق تعبيره في تصريح أوردته وكالة الأنباء الألمانية الاثنين 29 جانفي 2018. وأضاف الهمامي، بأن رحيل الشاهد ‘المتفق عليه' لن يكون فقط "نتيجة السياسات الإقتصادية التي قادت الإحتجاجات الشعبية الأخيرة"، إنما هي حصيلة طبيعية "لإتفاق كل من الرئيس الباجي قائد السبسي وحليفه زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي"، ل "قطع الطريق أمام طموح الشاهد بالفوز في إنتخابات الرئاسة 2019 التي بدا أن الأخير يستعد لخوض سباقها "، وفق قوله. هذا وأكّد القيادي في الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي في تصريحات صحفية مطلع السنة الحالية أن الانتخابات المبكّرة هي الحلّ لأنّ تونس في أزمة استثنائية تحتّم إيجاد حلّ استثنائي في ظل غياب الأفق، خاصّة وأن الحكومة الحالية عاجزة عن حكم البلاد إلى 2019، موعد الانتخابات التشريعية المقبلة، حسب تقديره. وأكد أيضا الناطق الرسمي باسم الجبهة خلال أحداث الغضب الشعبي التي تزامنت مع تطبيق قانون المالية لسنة 2018، أن البلاد في أزمة عميقة وأن الأزمة هي أزمة حكم، وبالتالي لا بد من حل سياسي وإلا سيكون الحل كما حصل مع الديكتاتورية بيد الشارع، فإما طور جديد من الثورة أو حل سياسي يكون في إطار المؤسسات، أي انتخابات مبكرة. و أكد في تصريح اخر أن لدى الجبهة الشعبية بديلا جاهزا لحكم تونس وأنها ستحكم البلاد بكفاءات تونس، "مُضيفا: "على ائتلاف حاكم أوصل البلاد إلى الظروف التي هي فيها أن يرحل واعتبر أن ازمة تونس سياسية وتتعلق بمنظومة الحكم الحالية مشددا على ان "النهضة والنداء زفّر عليهم التاريخ. وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية يوسف الشاهد قد اعتبر أن "المخربين الذين يستغلون كل حالة احتقان للخروج إلى الشارع للنهب والتكسير، ويوظفون أطفالا صغارا، لا يخدمون مصلحة تونس، بل مصلحة شبكات الفساد والفاسدين الموقوفين بهدف الضغط لإطلاق سراحهم وكذلك مصلحة شبكات التهريب التي أضرت بها الحرب على الفساد. كما تخدم بعض السياسيين غير المسؤولين المحرّضين ومن بينهم "الجبهة الشعبية". كما انتقد النائب عن حركة النهضة حسين الجزيري، خطاب الناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي الأخير الذي قدم فيه الجبهة الشعبية كبديل لتونس، وقال الجزيري في حوار عبر أمواج إذاعة الديوان اف ام ، الخميس أن الجبهة الشعبية ناجحة في التظاهر فقط وعليها تغيير عقلية قلب النظام وإسقاط الحكومات في الشارع. وأضاف الجزيري ان خطاب حمة الهمامي يميني أكثر منه يساري بل لا علاقة له باليسار، واصفا اياه بالغريب والعجيب والأفضل له التركيز على الانتخابات البلدية ثم التشريعية والرئاسية عوض المطالبة بإسقاط الحكومة.