عاش حزب افاق تونس خلال الفترة الاخيرة، على وقع زخم الأحدث، التي أضرت به، والتصريحات التي تنتقد رئيسه حدّ وصفه ب"الدكتاتور"، حتى ان من المحللين من يفسر ذلك بان الحزب فقد تاجه الملكي الذي كان ينعم به خلال الحكومات السابقة. وتحوّل افاق تونس من شريك في الائتلاف الحكومي، وصاحب حقائب وزارية في حكومة يوسف الشاهد، إلى صف اللاشريك، وهو ما أفقده توازنه السياسي، وأجبر عددا من قياداته على مغادرته، بصفة نهائية رغم محاولات الحزب في إعادة ترميم بيته الداخلي، وإعادة مغادريه اليه، خاصة بعد الأزمة الداخلية الاعنف التي مر بها الاسبوع الماضي وأفضت تقديم 24 عضوا من الحزب في صفاقس على استقالتهم على خلفيّة القرارات الأحادية و المسقطة التي يتخذها ياسين ابراهيم دون العودة للأعضاء الجهويين للحزب. وبعد فشل الحزب في اعادة توازنه المفقود، عاد الى مرحلة استغلال أزمة الحكم، واطلاق وابل الانتقادات للحكومة والأحزاب المكونة لها، ولو على حساب مصداقيته التي فقدها أساسا بفقدانه أبرز قياداته، عبر تكهنات واستباق للاحداث و بث اشاعات عن خصومه السياسيين. وقد حذر الحزب من عودة الممارسات السلبية عبر تسخير إمكانيات الدولة لخدمة الأحزاب الحاكمة وتسليط ضغوطات في عديد الجهات على مرشحين وعائلاتهم في ظل الإستعداد للإنتخابات البلدية . وحذر رئيس الحزب ياسين ابراهيم من خطورة تسخير إمكانات الدولة لخدمة الأحزاب الحاكمة كما نبه في تدوينة له من خطورة تسليط ضغوطات في عديد الجهات على مترشحين وعائلاتهم. كما نبّه افاق في بيان له الاربعاء 14 فيفري 2018 إلى عدم حياد الإدارة عبر انخراط موظفين عموميين في حملة الحزبين الحاكمين موضّحا انّ ما تعيشه تونس هذه الفترة من استعداد للانتخابات البلدية يعد حركيّة سياسية إيجابية ومهما للحياة الديمقراطية في تونس بالنظر إلى أن الإصلاح يمر أولا عبر حكم محلي ناجع لافتا في هذا الصدد الى ان هذه الممارسات التي وصفها بالخطيرة لا تخدم المصلحة الوطنية ويمكنها أن تمسّ من المناخ العام للانتخابات وأن تحرم تونس من انتخابات شفافة ونزيهة. هذا و نقلت جريدة المغرب أن حزب آفاق تونس يرغب في الاستحواذ على أهم المواقع داخل القائمات و لذلك قام قيادي بالحزب بمنع مرشحة المبادرة، وهي محامية، من دخول قاعة الاجتماعات، وبحسب الصحيفة فإن حزب آفاق تونس منزعج من وجود مرشحة لحزب آخر. وبحسب القيادي بحزب المبادرة الذي كان يرافق المرشحة وعهدت إليه مهمة تقديمها للائتلاف، فإن حزب آفاق تونس منزعج من وجود مرشحة لحزب آخر ويرغب في الاستحواذ على أهم المواقع داخل القائمات و لذلك طرد القيادي بآفاق تونس مرشحة المبادرة، وهي محامية، ومنعها من دخول قاعة الاجتماعات بحجة أنها مستقلة حسب نفس المصدر. وطفت بعض الخلافات على مستجداته، قبل أن ينطلق فعليا في العمل المشترك، حيث عبر المكتب المحلّي لآفاق تونس بالحمّامات عن رفضه فكرة الدّخول في الإئتلاف، واقترح الدخول للانتخابات بقائمة حزبيّة آفاقيّة. هذا ولم يتوقف الجدل الذي يثيره حزب "افاق تونس" خلال الفترات الأخيرة مثيرا بلبلة كبرى شغلت الرأي العام وتصدرت اهتمامات منابر الإعلام، سيما وقد أصابه ما أصابه من "الفصام" و "ازدواجية المواقف"، فضلا عن الزلزال الذي يربك بيته الداخلي، حتى ان البعض من متابعي الشأن السياسي ذهب إلى أن "لعنة" أصابت الحزب الذي اصطف خلف "الحكم" منذ تكوين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة يوسف الشاهد.