يسعى حزب نداء تونس منذ فترة إلى تسويق صورة طبيعية للحزب في محاولة لتغطية جزء من حقيقة صراعاته الداخلية التي ان كشفت مفارقة كبيرة بين ما يتمّ التسويق له و بين واقع الحزب، خاصة أن متابعون للشأن السياسي أثاروا سابقا إمكانية فقدان النداء تصدره للمشهد السياسي في تونس عقب الانشقاقات التي عصفت به خلال السنوات القليلة الماضية وأدت إلى انقسامه أكثر من مرة. ويحذر مراقبون من تراجع نداء تونس على حساب حركة النهضة في الانتخابات المحلية المقبلة لتكون الحزب الأول المرشح للفوز في هذا الاستحقاق، ورأى هؤلاء أن النداء مضطر إلى إعادة ترتيب حساباته السياسية والبحث عن تحالفات جديدة للحد من نفوذ النهضة التي تحولت من حليفة في الحكم إلى منافسة له. وتبدو هذه التنبؤات في طريقها الى النزول على أرض الواقع خاصة في ظل ما يمر به الحزب من عراقيل في تقديم قائماتها، وفي ايجاد التوازن بين مكوناتها واقناع قواعده بتوجهاته وخططه. هذا وأكد رئيس اللجنة الانتخابية بحركة نداء تونس أنيس غديرة، ان الاتصالات قائمة لفض الخلافات التي جدّت مؤخّرا بين الحزب وبعض هياكله و قيادييه ببعض الدوائر والتي بلغت حدّ التهديد بالإستقالة بسبب رفض الهياكل اختيار الحزب لبعض القائمات الإنتخابية دون العودة اليها او إستشارتها. واعتبر رئيس اللجنة الانتخابية بحركة نداء تونس ان القانون الإنتخابي في بعض جوانبه معقّد خاصّة في علاقة بمسألة التناصف مما جعل الحزب مجبرا على القيام باختيارات لم تستسغها بعض الهياكل. وكان النائب عن الحزب حسام بونني المنتخب عن دائرة نابل1 قد أعلن استقالته من الكتلة البرلمانية للنداء وتعليق نشاطه الحزبي بعد ان وضعه حزبه دون علمه على رأس قائمته في الانتخابات البلدية المقبلة عن بلدية منزل تميم. و خلافا لما يُروج على ان نداء تونس استعاد عافيته ، هو يعيش قطيعة مع منسقيه و مناضليه في الجهات الذين اكدوا انهم سيدخلون غمار البلديات بقائمات موازية لقائمات الحزب بسبب اهتزاز ثقتهم بالقيادات الحالية التي تسببت في اضعاف الحزب ، و أكدت مصادر إعلامية ان مكاتب جهوية منتمية للنداء دعت الى خلق(قائمات موازية ) في كل الجهات لمنافسة الحزب و بحسب نفس المصادر فان ذلك حصل بعد ان عجزت القيادات الوطنية في كسب ثقة مناضلي الجهات ، الذين اعتبروا ان الحزب فقد زخمه الشعبي وهيبة هياكله وفاعليتها حيث أصبح نشاطه سطحيا بلا عمق شعبي ولا حركية نضالية . فان مصادر مطلعة اكدت ان مكاتب جهوية منتمية للنداء دعت الى تكوين قائمات موازية في كل الجهات لمنافسة الحزب و بحسب نفس المصادر فان ذلك حصل بعد ان عجزت القيادات الوطنية في كسب ثقة مناضلي الجهات ، الذين اعتبروا ان الحزب فقد زخمه الشعبي وهيبة هياكله وفاعليتها حيث أصبح نشاطه سطحيا بلا عمق شعبي ولا حركية نضالية . وقد هدّد بعض أعضاء المكتب الجهوي لنداء تونس بصفاقس 2 بالاستقالة الجماعية بسبب ما اعبتروه «تدخّلا» في قائمات الجهة دون استشارتهم وتشكيل قيادات من الحزب لقائمات موازية. وكان النائب في مجلس نواب الشعب حسام بونني قد أعلن مؤخرا استقالته من كتلة حركة نداء تونس البرلمانية ومن خطته كمقرر بلجنة المالية ومواصلته عمله النيابي كمستقل، كما أعلن عن تعليق نشاطه الحزبي بالنداء إلى أجل غير مسمى. وأرجع بونني في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك سبب ذلك ل"تنصيبه على رأس إحدى قائمات حزبه الانتخابية (قائمة منزل تميم) دون استشارته أو إعلامه مسبقا". وقال بونني "حتى لا أكون شاهد زور أو أتحمّل تبعات قرار مصيري كالانتخابات البلدية والتي فضلت هياكل الحزب عدم أخذ رأيي فيه، وفي إطار انضباطي المعهود لقرارات الحزب ومؤسساته، أفضّل احتراما للناخبين الذين وضعوا ثقتهم وآمالهم في شخصي المتواضع، واحتراما لنفسي أن أعلق نشاطي الحزبي إلى أجل غير مسمى، كما أعلن استقالتي من الكتلة البرلمانية لحركة نداء تونس ومن خطتي كمقرر بلجنة المالية، وسأواصل عملي النيابي كمستقلّ". و لا تخفي المعارضة في تونس مخاوفها من استغلال حركة نداء تونس لنفوذها السياسي خلال الانتخابات اللبلدية المزمع إجراؤها في ماي المقبل ، خاصة و ان الحركة تسعى و بشكل معلن إلى توظيف إمكانيات الحكومة والدولة التونسية في حملاتها الانتخابية، والتأثير على الناخبين بما يُفقد العملية الانتخابية نزاهتها وشفافيتها.