لم يتوقف الجدل الذي يطوق مآل حكومة يوسف الشاهد و لا يزال متصدرا الواجهة ، سيما في ظل الهجوم الذي باتت تشنه ضدها المركزية النقابية التي أبدت تقاربها مع الطرف الحكومي لما يناهز السنة ثم حادت عن السطر خلال الفترات الأخيرة و أضحت تطالب بتحوير وزاري ، في سابقة اعتبرها الطرف الحكومي تجاوزا لصلاحيات المنظمة الشغيلة في مرحلة جد حساسة تمر بها البلاد على جل الأصعدة . و لم يخفف الاتحاد العام التونسي للشغل من حدة خطاباته الموجهة للحكومة ، و تتجه تصريحات قياداته نحو التصعيد أكثر فأكثر ، في ظل الخلاف الحاد بين الطرفين حول عديد النقاط العريضة التي أقرتها الحكومة بضغط من صناديق النقد للنهوض بواقع الاقتصاد والتي وجدتها المنظمة الشغيلة مجحفة. ولم يفتأ اتحاد الشغل يطالب بضخ دماء جديدة في الحكومة، و جدد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي، دعوته إلى ضخ دماء جديدة في مفاصل الدولة، معتبرا أن "الدولة أصبحت في حالة شلل". و قال نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل لدى افتتاحه المؤتمر العادي الحادي عشر للاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية الخميس إن الاتحاد يبقى عنصر توازن في البلاد، ومن حقه المناداة بتحوير حكومي باعتباره أحد أهم الشركاء في صياغة مضامين وثيقة قرطاج، ويمثل" دون غرور" القوة الاجتماعية الأولى في البلاد وفق تعبيره. وتابع القول: "بالتالي فالمنظمة الشغيلة لا تقبل أن تكون مجرد صورة، مستنكرا في الأثناء حملة "الشيطنة" التي استهدفت الاتحاد، والايهام بوجود أزمة داخلية في هياكله، لكنها لم تنطل على حرائر، وأحرار المنظمة التي ستبقى جبلا شامخا لا تهزّه الرياح العاتية حسب قوله، وقوّة خير، وبناء، وتفاعل مع المواقف الايجابية. وشدّد أمين عام الاتحاد على ضرورة الاعتماد على الكفاءات في تسيير دواليب الدولة، وتجنّب المحاصصة الحزبية التي لا يستقيم العمل بها في هذه الفترة الانتقالية الدقيقة، والفاصلة التي تعيش على وقعها البلاد وسط تراجع احتياطي العملة الصعبة، وانزلاق الدينار الذي كانت له تداعيات مباشرة على القدرة الشرائية للمواطن. وسبق أن أوضح الطبوبي في هذا الصّدد أن"الإتحاد اتّهم بأنه "اتحاد الخراب" و"يحط في العصا في العجلة" في حين أن الإتحاد ليس كذلك بل هو قوة خير وبناء وقوة دفع الى الأمام ومع المواقف الإيجابية التي تبني وتؤسس لدولة مدنية ديمقراطية اجتماعية يطيب فيها العيش للجميع فكلنا تونسيون تجمعنا الرقعة الترابية". وتابع القول "اتحاد الشغل دعا الى حد أدنى من الإستقرار السياسي وإعطاء الثقة الثقة ولكن ليست الثقة المطلقة.. نحن رقيب نراقب و"نشوف" و"نميز" بين الحق والباطل وبين الإنسان الذي "تحدوه إرادة وطنية ولديه قدرة التحدي كي يقود البلاد في الإتجاه الإيجابي ويبعث الآمال الى الشعب من خلال الإنجازات ولكن عندما اكتشف الإتحاد أن العقول والأذهان شاردة وكذلك عندما قال الإتحاد أنه لا بد من ضخ دماء جديدة" وكأنه قال محرمات ولكن "القلتة مدردرة حشاكم سامحوني فيها ريحة خايبة" الناس الكل تتكلم في التراكن" ولكن الإتحاد لديه قدرة للتمييز وميزته أن صوته عال ويقول الحقيقة ولا يريد أن يكون شاهد زور ولن يستهدف أحدا ولكن الإتحاد شدد على ضرورة ضخ دماء جديدة في مفاصل الدولة لأنه يعي ما يقول". ومن جهة أخرى، ذكّر الطبوبي أن الإتحاد قد اعتبر أن هذه الحكومة أصبحت "مفككة"، مُشيرا إلى أن "الملاسنات أصبحت بارزة للعيان أمام أنظار النقابيين في الجلسات".