لا تزال مسألة بقاء الشاهد في الحكومة من عدمها غير محسومة لدى أغلب الأطراف، ليترحل الملف إلى الهيئة القيادية التي تضم رؤساء الأحزاب و المنظمات في انتظار موقف الرئيس الباجي قائد السبسي، الذي يلتزم الصمت إلى حدّ الآن. و يصرّ المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس قائد السبسي، على إقالة رئيس الحكومة يوسف الشاهد وهو ما يتضارب مع موقف بقية قيادات الحزب. وقالت مصادر إن نجل السبسي الذي حضر الثلاثاء اجتماع لجنة الخبراء طالب بضرورة إجراء تعديل وزاري عميق يشمل كافة أعضاء الفريق الحكومي الحالي، متهما الشاهد بالفشل. و يرى مراقبون أنّ موقف نجل السبسي الداعي إلى إبعاد الشاهد ليس متناقضا مع موقف الرئيس و إنما يقتصر الخلاف على معطيات ثانوية تتعلق بالتوقيت و بصيغة ابعاد رئيس الحكومة الحالي. و يتحدث المتابعون عن وجود صراع داخلي قوي في نداء تونس ، بين جناحه البرلماني المتمسك بالشاهد لمواصلة قيادة المرحلة التوافقية، والإدارة التنفيذية للحزب بقيادة حافظ، نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الباحث عن بديل جديد ، لينقسم نداء تونس إلى شقين ، شق يضم عددا من النواب الرافضين لإبعاد الشاهد واختاروا الوقوف ضد رغبة حافظ السبسي، و شق آخر يعتبر أن "حكومة الشاهد كانت سببا رئيسيا في تراجع شعبية الحزب ونتائجه في الانتخابات المحلية الأخيرة". ويبدو أن الجميع ينتظر دخول الرئيس السبسي على خط القضية بالتعبير عن موقفه، بينما تؤكدُ مصادر إعلامية أنه حسم قراره نهائيا و"رفع يديه عن الشاهد".