تضافر تونس جهودها للتصدي لغول الارهاب الذي جثم لفترات طويلة على كاهلها متسببا في جملة من المخلفات التي ألقت بظلالها على جل الأحداث العامة بالبلاد. و تشدد القوات الأمنية والعسكرية الرقابة بالخصوص على مستوى الحدود البرية، سواء تلك التي تفصلها عن الجزائر أو عن ليبيا من باب الوقاية والتصدي لواحدة من أكبر الآفات التي تهدد أمن البلاد ؛ أَلَا و هي الإرهاب . وتخشى تونس من التهديدات الإرهابية التي تترصدها ، خاصة بعد الضربات التي تلقتها في فترات متفاوتة خلال السنوات الأخيرة و التي أصابتها في مقتل و لا زالت جراحها مفتوحة إلى اليوم ، و هو مادفعها إلى تشديد الرقابة في المناطق الحدودية خوفا من تسلل عناصر ارهابية سواء تلك التي تنشط في الجبال بين تونس و الجزائر ، أو تلك الفارة من ليبيا بعد تضييق الخناق عليها . وتمكنت المؤسستان الامنية والعسكرية بذلك من تحقيق نجاحات بالجملة في محاربة الإرهاب واجتثاثه من تونس . وأعلنت الداخلية الخميس، إيقاف 16 عنصرا ارهابيا في مناطق متفرقة في البلاد بالتزامن مع إحباط قوات الأمن لهجوم إرهابي على مركز حدودي مع الجزائر. وأفادت الوزارة، في بيان لها، أن قوات الأمن فككت خلية تكفيرية في ولاية منوبة، تضم سبعة عناصر، وتتبنى الفكر التكفيري وتتواصل مع عناصر إرهابية في الخارج وتعقد اجتماعات سرية. كما أوقف الأمن في ولاية أريانة أربعة عناصر تكفيرية تتواصل مع عناصر تكفيرية وإرهابية خارج البلاد عبر الفايسبوك وتحرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإرهاب. و فككت قوات الأمن في ولاية القصرين خلية تكفيرية من خمسة عناصر تتواصل مع عناصر إرهابية متحصنة بجبل سمامة بالجهة. وتتزامن حملة الإيقافات مع إعلان الداخلية، عن إحباط محاولة لهجوم إرهابي ضد مركز حدودي للحرس الوطني، على الحدود الجزائرية في منطقة حيدرة التابعة لولاية القصرين. وذكرت الوزارة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أن "الحراسة الفوقية للمركز الحدودي للحرس الوطني بالصري التابع لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني بحيدرة ولاية القصرين، الذي يبعد على رسم الحد التونسيالجزائري بحوالي 600 متر، تفطنت إلى مجموعة إرهابية تتراوح بين ثلاثة وأربعة عناصر تحاول الاقتراب زحفا على بعد 300 متر من المركز المذكور، ومجموعة إرهابية ثانية متكونة من نفس العدد تقوم بعملية التغطية، وذلك في محاولة لاستهداف المركز′′. وأضافت أن أعوان الحرس الوطني بالمركز قاموا بإطلاق النار باتجاه عناصر المجموعتين ما أجبرهم على الانسحاب والفرار تجاه الحدود الجزائريةالتونسية وتحديدا باتجاه غابة محاذية للمركز. وذكرت أنه تم توجيه وحدات تعزيز للمركز من جانب إقليم الحرس الوطني بالقصرين بمشاركة وحدات عسكرية والتنسيق مع السلط الأمنية الجزائرية لمحاولة ضبط عناصر المجموعتين. وتجدر الاشارة إلى أنه سبق أن تعرض هذا المركز الحدودي للاستهداف خلال السنوات الماضية. وتعمل تونس على تعزيز المراقبة على طول حدودها البرية مع ليبيا شرقا،والجزائر غربا، عبر أنظمة إلكترونية ثابتة ومتنقلة يجري تمويلها من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية وألمانيا. جدير بالذكر أن وزير الداخلية لطفي براهم كان قد أعلن منذ نحو أسبوعين أن خطر الإرهاب مازال قائما بتونس رغم انحصاره. وتنفذ قوات الجيش والدرك عمليات عسكرية بين الحين والآخر ضد المجموعات الإرهابية التكفيرية التي تتحصن في جبال القصرين.