لا يزال وقع تصريحات وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني المتهجمة على تونس والتي اتهمها فيه بتصدير "المدانين بأحكام جنائية" إلى بلاده، مدويا، لا سيما وأن هذه التصريحات كانت قد خلقت موجة من الغضب والاستنكار في صفوف التونسيين. وكان سالفيني ، وهو زعيم حركة رابطة الشمال اليمينية أيضاً، قد صرح في وقت سابق، عقب كارثة قرقنة التي أودت بحياة قرابة مائة مهاجر غير شرعي في سواحل قرقنة، ان "تونس بلد حر وديمقراطي لكنه لا يقوم بتصدير الأشخاص المحترمين، بل في أحيان كثيرة المدانين بأحكام جنائية بالسجن"، على حد تعبيره. وتابع: "سأتحدث إلى نظيري التونسي حول وجود المهاجرين التونسيين غير الشرعيين، إذ لا يبدو لي أن هناك حروبا أو أوبئة أو مجاعات في تونس"، لافتا الى أن "الكثير من الإيطاليين ليس لديهم المأوى المناسب، وليس من المعقول والحال كذلك توفير المسكن لنصف القارة الإفريقية"، حسب تعبيره. و قدم ماتيو سالفيني، اعتذاره عن تصريحاته الأخيرة التي أثارت خلافاً دبلوماسياً بين البلدين. وأكد سالفيني للجنة التونسيين في الخارج التي تزور مقاطعة لاغوريا جنوبإيطاليا، أنه "لا يقصد إهانة تونس من خلال تصريحاته الأخيرة"، معرباً عن أسفه واعتذاره إذا ما تم فهم ما جاء على لسانه بطريقة خاطئة. وأوضح سالفيني أن تونس صديقة لإيطاليا وقامت بدور كبير في الحدّ من الهجرة غير النظامية، وتحقيق الاستقرار والتوزان في الجوار المتوسطي، وبالخصوص مع الجانب الليبي. وقال سالفيني إنه ينوي زيارة تونس، قريباً، لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون والشراكة على جميع الأصعدة، ومن بينها القضايا التي تهم الأمن المشترك والجهود المبذولة للتصدي للهجرة غير النظامية. من جهته، قال المتحدث باسم مجلس نواب الشعب ورئيس مجموعة الصداقة تونس – إيطاليا، محمد بن صوف، إنه عبر لماتيو سالفيني عن استياء التونسيين وقيادة البلاد من تصريحاته التي وصفها بغير المتوازنة، مؤكداً أن تونس أحرزت تقدماً في تطبيق اتفاق 2011 بين البلدين. وعبر بن صوف، خلال لقائه مع لجنة التونسيين بالخارج، عن مخاوفه من تداعيات التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية الإيطالي، مشيراً إلى أنه أساء إلى علاقات التعاون التاريخية والحضارية التي تربط البلدين، مذكراً بما بذلته تونس في مختلف مجالات التعاون، وبالخصوص الأمنية ومقاومة الهجرة غير النظامية منذ اتفاق 2011، موضحاً أن حوض البحر الأبيض المتوسط يعتبر فضاء استراتيجياً مشتركاً بين الطرفين، يتقاسمان فيه المصير والحاضر والمستقبل.