الحديث عن وضع الحزب الحاكم وما بات يطوّقه من عدم استقرار و فوران صلب بيته الدّاخلي، أضحى من أبرز المواضيع التي تتصدر الواجهة، سيّما وأن ماشهده الحزب من ارتجاج ألقى بظلاله على الوضع العام للبلاد، و تحول من شأن حزبي داخلي إلى شأن وطني. عدم الاستقرار الذي يعيشه الحزب، والذي لا يعدّ بالمسألة المستجدّة طالما أنه يعيش حالة انشقاق و تفرّع منذ منتصف 2015، أسال الكثير من الحبر ولا يزال ، لا سيّما وأنه لم يعد يفصلنا عن المعركة الانتخابية التشريعية ل2019 سوى سنة ونيف . وتضاعفت حالة عدم الاستقرار التي يشكو منها الحزب بعد ان خسر نسبة مهمة من قاعدته الشعبية بسبب الخلافات العميقة التي يتخبط فيها، ومن بينها عدم انتخاب قيادة بشكل ديمقراطي والاكتفاء بهيئة تنفيذية وقتية يتزعمها نجل الرئيس، حافظ قايد السبسي. و يُرتقب تنظيم مؤتمر انتخابي للحزب، يحسم جل الإشكالات الهيكلية صلبه والتي باتت تشكل تهديدا كبيرا على استقرار الحزب. وفي خضم هذه المسألة، أنهت اللجنة المكلفة بالانتخابات صلب نداء تونس إعداد تصور للمؤتمر المنتظر، وذلك إثر سلسلة من الاجتماعات التي مكّنت من الحسم في طبيعة المؤتمر الانتخابي ومراحله وروزنامته، واقترحت حلولاً لإشكالية الانخراطات الحزبية. واقترحت اللجنة عقد المؤتمر الوطني للحزب أيام 23 و24 و25 نوفمبر المقبل، وذلك للمصادقة على اللوائح وانتخاب أعضاء المجلس الوطني المكون من 217 عضواً، وانتخاب الهيئة السياسية والأمين العام للحزب من قبل المجلس الوطني المنتخب. كما اقترحت اللجنة تنظيم مؤتمرات محلية في الفترة من 15 سبتمبر إلى 15 أكتوبر، وتليها المؤتمرات الجهوية في الفترة من 15 أكتوبر إلى 15 نوفمبر 2018، لتعد لفعاليات المؤتمر الوطني، على أن يتم فتح باب الانخراط في الأول من أوت لغاية 15 سبتمبر المقبلين. وقد أحالت اللجنة تقريرها إلى الإدارة التنفيذية، لعرضه في أقرب وقت ممكن على المكتب التنفيذي لنقاشه والمصادقة عليه.