بعد سنوات من الركود الذي خيّم على القطاع السياحي في تونس نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة والهجمات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع الحيوي، بدأت السياحة تعيش نوعا من الانتعاش. و تكشف مؤشرات وأرقام الموسم السياحي عن قفزة استثنائية حققتها السياحة والتي تمكنت من تحقيق انتعاش كبير وتجاوز الأزمات والخسائر الفادحة التي ضربت القطاع خلال السنوات الماضية. ورغم التكهنات بأن القطاع سيضرب بعد العملية الارهابية التي جدّت في منطقة عين سلطان بولاية جندوبة مؤخرا، إلا أن ذلك لم يؤثر على السياحة. وقد اعلنت الحكومة ، الخميس، أن عائدات قطاع السياحة زادت نحو 40% في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مدفوعة بعودة قوية للسياح الأوروبيين إلى منتجعات البلاد. ودفع هذا التعافي المسؤولين إلى توقع موسم قياسي واستقبال 8 ملايين سائح هذا العام لأول مرة. وأظهرت بيانات رسمية أن عائدات السياحة وصلت إلى 522 مليون دولار في الفترة بين جانفي وجوان. وفي خضم هذا الشأن، أكدت وزير السياحة والصناعات التقليدية، سلمى اللومي أن العملية الإرهابية التي جدّت مؤخرا لم تؤثر سلبا على تدفق السياح نحو تونس. وأضافت اللومي، :" لم نسجل أي إلغاء للحجوزات..ونحن على اتصال بصفة مباشرة مع ممثلي الوزارة في الخارج والإدارات الجهوية داخل تونس، كما قمنا بإحداث خلية لمعرفة تعاطي الاعلام الأجنبي مع هذه العملية، والذي لم يكن تعاملا سلبيا". وأوضحت أن الإرهاب ظاهرة تهدّد مختلف البلدان وليست مقتصرة على تونس فقط، مشيرة أيضا إلى ضرورة توخي الحذر والحرص على تأمين الوحدات الفندقية. وارتفع عدد السياح بنسبة 26% إلى 3.229 ملايين سائح في النصف الأول، من بينهم حوالي 900 ألف أوروبي، ليزيد عدد السائحين الأوروبيين 60% على أساس سنوي. وبلغت قيمة عائدات السياحة خلال النصف الأول من العام الحالي 491 مليون دولار، بحسب إحصائية صادرة عن رئاسة الحكومة حول السياحة خلال النصف الأول من 2018. وشكّلت عائدات النصف الأول من 2018، زيادة بنسبة 39.5% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وسجّل عدد السياح، الذين زاروا تونس خلال النصف الأول من 2018 زيادة بنسبة 26.1% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ووصل عدد السياح الذين زاروا تونس منذ بداية العام حتى 30 جوان الماضي، الى 3 ملايين و229 ألفاً و971 سائحاً. وكان عدد السياح الأوروبيين في حدود 895 ألفاً و653 سائحاً، مسجلاً زيادة بنسبة 59.9% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فيما بلغ عدد السياح الجزائريين 905 آلاف و53 سائحاً، بزيادة بلغت 18.1%، والليبيين في حدود 718 ألفاً و889 سائحاً. وفي تصريحات سابقة في فيفري الماضي، توقعت وزيرة السياحة سلمى اللومي، أن يزور البلاد 8 ملايين سائح هذا العام.