في خضم ما يعيشه المشهد السياسي من متغيرات، تبدو الرؤية حول خفايا المرحلة القادمة من مستجداتٍ ضبابيةٌ نوعًا ما، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام التأويلات والفرضيات حول الأحداث التي من المتوقع أن تشهدها الساحة السياسية. وقد بلغ التنافس السياسي على مدار السنوات الأخيرة أشدّه ، ليتشكّل بذلك لاعبون سياسيون جدد واندثار آخرين ، وصعود طرف ونزول الآخر ، في ظلّ متغيرات اللعبة السياسية التي تشهدها البلاد. ويبدو أن الأمين العام لحركة مشروع تونس ، الذي سبق أن استقال من حركة نداء تونس وكوّن مشروعه الخزبي "حركة مشروع تونس" فقد صيته على مدار السنتين الماضيتين، وهو ما دفعه إلى التخطيط لإعادة "نفخ" صورته من جديد من خلال تحالفه مع نداء تونس بعد خصومة دامت اكثر من سنتين. و في هذا الصدد، قال محسن مرزوق: "إذا لم تتوحد القوى الحداثية، سيظل الطريق ممهدا أمام حركة النهضة لإحكام قبضتها على السلطة"، بهذه الكلمات التحذيرية بدأ رئيس حزب "مشروع تونس" و اضاف مرزوق، في حوار مع صحيفة العرب اللندنية :"للنهضة 69 نائبا فقط، وكانوا ينجحون دائما في التحكم بقرارات البرلمان عبر توحدهم في القرار مقابل تشتت مواقف القوى الحداثية ... وهكذا نجحت النهضة في الإبقاء على حكومة يوسف الشاهد بالرغم من مطالبة رئيس الجمهورية وأحزاب وقوى أخرى بضرورة رحيلها لفشلها الواضح في التعامل مع أزمات البلاد ... واليوم وعبر هذا التحالف الوليد كسرنا احتكار النهضة للأغلبية، وصار لدينا كتلة تضم 71 نائبا، ومن المتوقع أن تنضم لنا كتل أخرى بما يرفع هذا العدد"، وفق تعبيره. مرزوق أكد من خلال تصريحه أن الهدف الأبرز من هذا التحالف البرلماني الذي من المنتظر أن يباشر عمله بعد انقضاء العطلة البرلمانية في سبتمبر القادم، هو السيطرة على المشهد البرلماني بدرجة اولى في منافسة معلنة وصريحة مع كتلة حركة النهضة ذات الأغلبية البرلمانية بمجلس نواب الشعب. وأضاف الأمين العام لحركة مشروع تونس :"بالأساس، مركز ثقل الصلاحيات التنفيذية في تونس يميل للبرلمان ورئاسة الحكومة أكثر من ميله لرئاسة الجمهورية ... وبالتالي كل مناقشاتنا مع نداء تونس خلال الفترة الماضية تركزت على الاستعداد للانتخابات التشريعية"، حسب تعبيره. كما أكد مرزوق ، في السياق ذاته، أن "الأولوية في أهداف هذا التحالف ليست فقط قطع الطريق أمام النهضة للسيطرة على ما تبقى من المشهد السياسي أو إسقاط حكومة الشاهد، وإنما وبالدرجة الأولى تقديم برامج لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للتخفيف من معاناة الشعب الذي مل صراعات وتشتت قوى البرلمان، وبالتالي عرقلة أي قرار يتعلق بحياته"، وفق تقديره. و في المقابل، دعا لضرورة إدراك أن "ما تم مؤخرا هو تحالف بين الحزبين، وعليه فإن أعضاء وقيادات مشروع تونس لا دخل لهم بما يحدث داخل النداء وقيادته"، مستدركا :"لا أنكر أني وجهت الكثير من الانتقادات للسبسي الابن، ولكني كنت حينذاك الأمين العام للنداء ومن حقي كعضو وقيادي أن أنتقد الأداء داخل حزبي".