علم “الشاهد” من مصادر موثوقة، خلال الأسبوع الماضي, أنّ أحد نوّاب جهة سوسة، محسوب على شقّ حافظ السّبسي، يقوم بمساعي حثيثة للتقريب والجمع بين الشّاهد و رئيس الجمهوريّة والسبسي الابن. وعلمنا من ذات المصدر أنّ المبادرة لاقت استحسانا من جميع الأطراف وأنّ اجتماعا قريبا سيجمع بين رئيس الحكومة والباجي والسبسي الابن. لكنّ السّبسي الابن عاد للمناورة, واشترط اعتذار رئيس الحكومة منه بطريقة رسميّة أمام وسائل الاعلام. اعتذار لم تصلنا تفاصيله, من ماذا ولماذا. في الأثناء, سجّلت كتلة نداء تونس, منذ يومين قائمة استقالات جديدة لنوّاب جهة المنستير, على خلفيّة تصريح رئيس الجمهوريّة الباجي قائد السّبسي في حواره على قناة الحوار التّونسي, حيث دعى ابنه للحذر من ”جماعة المستير” معتبرا أنّهم أطاحوا بالرّئيس الرّاحل الحبيب بورقيبة. هذا وقد أفاد وسام السعيدي الناشط السياسي والعضو السابق في حركة نداء تونس، أمس الخميس، أن" إمكانية الإنقاذ الوحيدة لحركة نداء تونس هي بالرجوع إلى الشرعية التأسيسية وهي شرعية الهيئة التأسيسية". كما أشار السعيدي إلى أن "الهيئة التأسيسية بإمكانها الإجتماع وبإمكانها وضع حل والحلّ في بعث هيئة تسييرية تكون ممثلة من كل الفعاليات والروافد التاريخية للحركة وبالتمثيل الجهوي". وأضاف السّعيدي، إن المدير التنفيذي لحركة نداء تونس, "طرح شروطا تعجيزية وطالب رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالإعتذار علنا له في وسائل الإعلام". وأفاد بأنّ كمال الحمزاوي قدم مبادرة في الإصلاح بين حافظ قايد السبسي ويوسف الشاهد من أجل إيجاد حل مؤسساتي للمشكل داخل الحزب ولتنظيم الصراع لكنها صدمت برفض حافظ قايد السبسي، حيث وضع شروطا تعجيزية منها طلب الإعتذار في وسائل الإعلام, وقال السعيدي إن يوسف الشاهد كان قابلا للحلول المؤسساتية داخل نداء تونس، لافتا النظر إلى أن هذه المبادرة قدمت قبل تجميد نشاط الشاهد صلب الحزب, وتواصلت بعد قرار التّجميد. استمرار السّبسي الابن في التّعنّت رغم الخسائر والهزائم التي لحقت بالنّداء منذ تولّيه رئاسة الحزب, وتمسّكه بشرطه التّعجيزي للمصالحة مع الشّاهد, قد يجعل النّداء في سلسلة أخرى من الاستقالات ومزيد التّراجع على مستوى التّرتيب العددي للكتل البرلمانيّة من الكتلة الثّالثة الى الرّابعة.