تشهد السّاحة السياسيّة في تونس حالة من التجاذبات غير المسبوقة، مشاحنات سياسيّة لم نشهدها في فترات أشدّ من هكذا، أظهرت استعداد السياسيين إلى المغامرة بهياكلهم من أجل كسب فرصة أفضل في سباق انتخابات 2019. بعد اعلان الوطني الحرّ عن اندماجه في حركة نداء تونس، وانسحاب نوّابه من كتلة الائتلاف الوطني للإنضمام إلى كتلة النّداء، أعلنت كتلة الائتلاف عن استمرار المشاورات لتوسيع دائرة التحالف والتوافق. في السياق أعلن محسن مرزوق، أمس الخميس 18 أكتوبر 2018، عن تواصل المشاورات للتحالف مع الشّاهد وكتلة الائتلاف الوطني، أعلن أيضا عن مشروع سياسي جديد يتمّ ترتيبه في الأيام القليلة القادمة. وأضاف مرزوق أنّه سيقع الاتفاق على التّقدم بقائمات موحدة في الانتخابات التشريعية وتقديم مرشح رئاسي وحيد على قاعدة برنامج لخدمة تونس في العشر سنوات القادمة. وأوضح مرزوق أنّ مشروع تونس لا يريد خيارات ذات طابع تكتيكي بل يريد أن يكون ضمن تصور استراتيجي. كما اعتبر مرزوق أنّ “الحزب يعمل على الوصول إلى تحالف استراتيجي عميق بإمكاننا بلوغه مع الأطراف السياسية التي يتمّ التشاور معها من بينها يوسف الشاهد ومن حوله، وهذا لا يعني فقط الأشخاص انما هناك أحزاب على غرار المبادرة، وفي رأيي آفاق تونس له دور ضمان”، حسب قوله. وبخصوص التّحوير الوزاري، أكّد مرزوق أنّ وضع البلاد لا يتحمّل الانتظار لديسمبر القادم للقيام بتحوير، “فاليوم لو تم هذا ومنحت الحكومة الثقة ستنتهي الأزمة لأن الحكومة لها شرعية”، حسب تعبيره. ويجدر بالذّكر أنّه بتحالف كتلة الائتلاف مع مشروع تونس، يعني إضافة 14 نائبا عن كتلة الحرّة إلى الائتلاف، وبهذا تبقى كتلة الشّاهد في الترتيب الثاني على مستوى البرلمان، وفي ظلّ هذا الزّخم من التحالفات والتوافقات ومحاولات الاندماج، يمكن القول بأنّ الساحة السياسية مستمرّة في النّسق التصاعدي إلى قيام 2019، بحثا عن فرص اضافيّة للوصول إلى السّلطة.