أن يقرر حزب حاكم ترك الحكم والاصطفاف وراء المعارضة، هو أقرب إلى الجنون السياسي من الفعل السياسي المحنّك، ويأتي قرار نداء تونس بعد اعلان رئيس الحكومة التحوير الوزاري، بتشكيل حكومة دون تشريك حركة النهضة والشاهد، قرارا متسرع وغير ممكن تحقيقه على أرض الواقع. هذا وقد سبق أن أعلن نداء تونس في بيان له، تحت توقيع أمينه العام الجديد سليم الرّياحي، عن تشكيل حكومة من دون تشريك حركة النّهضة فيها، ودعا نداء تونس في بيانه الأحزاب الديمقراطيّة إلى المشاركة في المشاورات حول حكومة بقيادته. في سياق الردّ على قرار حركة النّهضة باستكمال مسار الاستقرار الحكومي ودعم رئيس الحكومة يوسف الشّاهد مع فتح مشاورات حول تحوير وزاري جذري، يدعّم الحكومة بكفاءات تساهم في النّهوض بواقع البلاد. في هذا الاطار، عبّر القيادي بالجبهة الشعبية زياد لخضر، خلال استضافته في برنامج “هات الصّحيح”، عن رفضه لدعوة نداء تونس، وقال” نحن غير معنيين بتاتا بهذه الدعوة.. لم نتفق مع النداء طيلة 4 سنين ولن نتفق معه خلال ال10 أشهر القادمة قبل الانتخابات”. وجدّد “لخضر” الدعوة للشاهد إلى طلب تجديد الثقة في حكومته أمام مجلس النواب، لوضع حد للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ أشهر والتي انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي. رئيس حزب البديل، مهدي جمعة، خلال حضوره في احدى البرامج التلفزيّة، اعتبر أنّ حزبه غير معني بدعوة نداء تونس للمشاورات حول حكومة من دون النّهضة، واعتبر أنّ الوضع في تونس لا يتحمّل مزيدا من المشاحنات والصّراعات، وأضاف أنّه لم ولن يشارك في صراعات جانبيّة سياسيّة لا تخدم مصلحة البلاد. محمّد عبو مؤسّس حزب التيار الديمقراطي، كشف أنّ "التيار غير معني بدعوة نداء تونس للانضمام إلى العائلة الوسطية لتشكيل حكومة دون حركة النهضة"، قائلا "أعتقد أنّ النداء يقصد الأحزاب المعتدلة وليست الوسطية لأنني أظنّ أنه لا يمكن اعتبار نداء تونس وسطيا بل هو على اليمين". حركة مشروع تونس، أيضا، رفضت دعوة نداء تونس للتشاور حول حكومة من دون مشاركة النّهضة، وعبّر محسن مرزوق، عن رفضه محاولات النّداء توسيع الأزمة السياسيّة واقحام البلاد في صراعات حزبيّة، قد تدفع تونس ثمنها باهضا، وأكد مرزوق على دعم كتلة الحرة لحكومة يوسف الشاهد وأنه يعلمل على توفير مزيد الدعم البرلماني لتمرير التحوير الوزاري بأغلبية مريحة. يبدو أنّ نداء تونس، لم يكسب شريكا جديدا، ويرى مراقبون أنّ وضع النّداء الدّاخلي وهشاشة وهياكله وضعف كتلته النّيابيّة مقارنة مع تحالفات حركة النّهضة ويوسف الشّاهد، لربّما كانت السّبب الرّئيس لرفض الأحزاب المعارضة المشاركة في مغامرة تلوّح ملامحفشلها منذ البداية. ويجدر بالذكر أن الناطقة الرسمية باسم النداء أنس الحطاب أكدت أن أعضاء حكومة الشاهد المنتمين الى النداء يعتبرون مقالين من الحزب في حال مواصلتهم العمل مع الشاهد.