ساهمت الثورة التونسية في تسويق صورة تونس إلى العالم بأسره بطريقة جيّدة على أنها أرض سلام وأمن وحرية تعبير وديمقراطية رغم عديد المصاعب الاقتصادية والعراقيل التنموية التي أثّرت في تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس. ورغم تأثيرات بعض الظواهر التي برزت في تونس منذ 2011 على غرار تصاعد الاعمال الإرهابية إلاّ أن استمرار تجربة الانتقال الديمقراطي والتداول السلمي على الحكم واستعادة الدولة لعافيتها ساهم في إعطاء صورة لتونس الثورة المنتصرة ضدّ الإرهاب والثورة المضادة. وسعت تونس خلال هذه الفترة إلى تسويق صورتها الجديدة واستمالة المجتمع الدولي لدعم ثورتها وإنجاح مسارها الديمقراطي من خلال مساعدة تونس عبر القروض أو الهبات أو من خلال مجالات للاستثمار وكذلك دعم قطاع السياحة والذي يعتبر رفدا من رواد التنمية في تونس. وبفضل تواصل الانتقال الديمقراطي،احتلت مدينة تونس المرتبة 27 من ضمن 52 مدينة حول العالم نصحت نيويورك تايمز بزيارتها في تصنيف 2019 نشرته يوم أمس. واعتبرت الصحيفة الأمريكيةتونس حالة فريدة عربيا بفضل حرية التعبير التي أصبحت تتمتع بها والتداول السلمي على السلطة الذي تميزت به تونس بعد 8 سنوات من الثورة. كما أشارت الى معالم أثرية وحضارية تتمتع بها تونس مثل قرطاج والمدينة العتيقة ومساجدها العريقة بالإضافة إلى جمال شارع الحبيب بورقيبة وقيمته الرمزية ومواقعها السياحية وعلى رأسها سيدي بوسعيد. وانفردت تونس بهذا التصنيف عربيا فيما جاءت قطر في المرتبة 37 بالنظر الى استعداداتها لاحتضان كأس العالم 2022. ورغم وجود مدن سياحية وأثرية بامتياز في الدول العربية التي شهدت ثورة على غرار اهرام الجيزة وكذلك مدن سوريا الأثرية الرائعة مثل تدمر وحلب ودمشق ومدن اليمن مثل صنعاء وخاصة عدن فإنّ الانتقال الديمقراطي التي عرفته تونس واستمراره ونفس الحرية التي عرفتها البلاد قد زادها رونقا وجعلها من بين أبرز الوجهات السياحية هذا العام. وتسهم السياحة بحوالي 8% من الناتج المحلي الإجمالي لتونس، وتخلق عشرات الآلاف من الوظائف، فضلا عن أنها مصدر رئيسي للعملة الصعبة. لكنها تضررت بشدة بعد الهجمات التي استهدفت سياحاً في متحف باردو وفي منتجع بسوسة في 2015.