مرت 8 سنوات على ثورة الحريةو الكرامة ، التي اندلعت شرارتها الأولى يوم 17 ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد عندما أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده رفضا واحتجاجا على مصادرة عربته التي تمثل مورد رزقه. وقد انطلقت المظاهرات الرافضة لوضعية البطالة وللأوضاع الإجتماعية المتردية في البلاد يوم 18 ديسمبر 2010 في العديد من المناطق والجهات، سيدي بوزيد، القصرين، وبدأت تونس تعيش على وقع المواجهات والصدامات بين الشعب المحتج والسلطات الأمنية التي حاولت قمع التحركات مما أسفر سقوط العديد من الجرحى والشهداء. وتطورت الاحتجاجات من المطالبة بتوفير الشغل للعاطلين عن العمل وتحسين وضعايتهم والحد من البطالة إلى الدعوة لإسقاط النظام ورحيل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بسبب تفشي الفساد والرشوة. وتواصلت الاحتجاجات والتحركات إلى يوم 14 جانفي 2011 عندما غادر بن علي البلاد في اتجاه السعودية ليعلن في ذلك الوقت الوزير الأول محمد الغنوشي توليه رئاسة البلاد بصفة مؤقتة حسب الفصل 56 من الدستور، مع إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول. لكن المجلس الدستوري قرر بعد ذلك بيوم اللجوء للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس، وبناء على ذلك أعلن في يوم السبت 15 جانفي 2011 عن تولي رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة من 45 إلى 60 يوما. وتعتبر الثورة التونسية شرارة الربيع العربي.