“عصر الباتيندا انتهى” بهذه الكلمات وجّه سليم العزابي المُنسّق العام لحزب “تحيا تونس” سهام التحدّي لحزب نداء تونس الذي بدا وكأنّه يُراقب بحسرة كُبرى التطوّرات السريعة والمتغيرات في الساحة السياسية من ذلك ولادة الحزب الجديد لرئيس الحكومة يوسف الشاهد. منعرجٌ آخر كشفته الساعات الأخيرة لطبيعة الخلافات والتطوّرات الدّائرة في الساحة السياسية، من ذلك بزوغ فجر حزب يوسف الشاهد الذي لقي حفاوةً في الاستقبال من قبل أنصاره من الندائيين المستقليين والآفاقيين والدّساترة وغيرهم من التيارات الّتي اجتمعت يوم أمس الأحد لاستقبال المولود الجديد مقابل رفضٍ وامتعاضٍ من قبل تيارات وأحزاب ومن بينهم نداء تونس الذي اعتبرت تصريحات قياداته الغاضبة أنّ هذا المشروع “خارج عن القانون”. وأكّد القيادي بحركة نداء تونس رضا بلحاج في مداخلة على قناة العربية أنّ أنشطة حركة الشاهد خارجة عن القانون حيث تقوم حسب تقديره بأنشطة خارقة للقانون بتمويلات مشبوهة واتّهم بالحاج الشاهد باستعمال الدولة، والولاة الوزراء ومستشاري البلديات ورؤسائها، لتأسيس حزبه واصفا “تحيا تونس” بأنها حركة الحكومة. وفي الساعات القليلة الماضية اشتعلت المواقع الإخبارية بالتصريحات والتصريحات المضادة حول حزب “تحيا تونس”، وقوبل هجوم قيادات نداء تونس على الحزب و زعيمه يوسف الشاهد بهجوم مُعاكس من قبل أنصار رئيس الحكومة. وقال القيادي في حركة تحيا تونس مصطفى بن أحمد ورئيس كتلة الائتلاف الوطني الداعمة للحكومة، إن المشروع السياسي الجديد سيقطع مع التسلط وحكم الفرد ومع “حزب الباتيندا”، على حدّ قوله. وأضاف بن أحمد خلال تلاوة البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي للمشروع السياسي أن السياسيين المجتمعين، من مختلف الجهات يجمعهم الإيمان بالحداثة وقيم الجمهورية والوطنية. وشدّد بن أحمد على أن هذه الحركة ستمكّن القواعد من اختيار قيادتها المحلية والجهوية والوطنية بالانتخاب وأنها ستعتمد على مقولة “الصدق والإخلاص في العمل”، وستقضي على دابر الفساد وتدحر الإرهاب. وقال المنسق العام لحزب “تحيا تونس” سليم العزابي “إنّ عهد الزعيم انتهى وان الحزب الجديد سيبني مؤسّسات بعيدا عن الزعامة الفضاضة.” مُؤكّدا أن الحزب الجديد سيكون عصريا ويستمدّ شرعيته من القواعد، لافتا الى ان كل التجارب التي بُنيت على أسس خاطئة تنتهي بالفشل والى ان عصر “الباتيندات” انتهى في إشارة الى نداء تونس. يُذكر أنّ الإعلان عن الحزب الجديد جاء بعد أشهر من خلافات محتدمة بين والمدير التنفيذي لحزب نداء تونس و رئيس الحكومة، ويستعدّ النداء لعقد مؤتمره الانتخابي الاول منذ تاسيسه في مارس القادم وسط خلافات جوهرية بين القيادات الداخلية للحزب حول مراكز القيادة و توجهات الحزبِ في المستقبل. وانضمّ إلى حزب “تحيا تونس” عشرات النواب المستقيلين من حزب نداء تونس والمستشارين في البلديات متهمين حافظ قائد السبسي نجل رئيس الجمهورية بأنه يسعى لخدمة مشروعه الشخصي. ولم يحضر يوسف الشاهد الاجتماع الأول لكن قيادات في الحزب قالوا إنّه سيكون زعيم الحزب الجديد