عقد المجلس الوطني لحزب تيار المحبة دورته العادية الثالثة يوم الاحد 10 مارس 2019 بتونس العاصمة و أعلن رسميا ترشيح محمد الهاشمي الحامدي للانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في أكتوبر المقبل. وأكّد الحزب أنّه في حال فوز محمد الهاشمي حامدي سيعمل على تنقيح الفصل الاول من الدستور التونسي ليصبح: "تونس دولة حرة ذات سيادة الجمهورية نظامها و العربية لغتها و الإسلام دينها والمصدر الأساسي لتشريعاتها. ويرى الحزب أنّه لا يجوز سن قانون في البلاد يخالف أحكام هذا الفصل، أما ما سبق إصداره من قوانين مخالفة لأحكامه فيتم تداركه في غضون عشرين عاما كحد أقصى من تاريخ اعتماد هذا التنقيح ويكون هذا الفصل حاكما على ما سواه من فصول للدستور إلى جانب تجديد تطبيق منحة البحث عن العمل وتوفير التغطية الصحية والمجانية للتونسيين واعتبار القطاع الفلاحي هو العمود الأساسي لبناء الاقتصاد. وافاد خلال انعقاد المجلس الوطني للحزب في دورته الثالثة يوم الاحد بتونس العاصمة تحت شعار « دفاعا عن القران الكريم والهوية الاسلامية للبلاد التونسية » بان الحزب سيشارك ايضا في جميع الدوائر في الانتخابات التشريعية المقبلة ، مشيرا الى ان تحقيق التنمية الشاملة وتكريس العدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر من الاهداف الجوهرية في عمل الحزب في كل الجهات، وخاصة الداخلية منها، بعيدا عن سياسات الاقصاء والتهميش. وكتب الحامدي على صفحته الرسمية بالفايس بوك أنّ أهم أهدافه تثبيت مرجعية الإسلام لقوانين الدولة، وتأميم الثروات الوطنية، وإعطاء أولوية مطلقة للفلاحة، وإرساء دعائم العدالة الجبائية والاجتماعية. ويركّز الهاشمي الحامدي في الفترة الأخيرة على المرجعية بشكل كبير في برامجه فقد تصدّر في السنوات الفارطة المناهضين للأنشطة الإيرانية في تونس واعتبرها تساهم في نشر التشيّع وتغيير المذب التونسي وأنّها خطيرة على المجتمع التونسي السنّي المالكي. وقام الهاشمي الحامدي وحزبه في الأشهر الأخيرة بحملة ضدّ قانون المساواة في الميراث الذي اقترحه رئيس الجمهورية بعد ان شكّل فريقا سمي بلجنة “الحقوق والحريات العامة” وتمسّك الهاشمي الحامدي بموقف الشريعة الإسلامية والقوانين التونسية عبر العصور التي اتخذت من القرآن المصدر الوحيد في مسألة قوانين الإرث. وبعد أو وصفه المحللون باعتماد الشعبوية والطوباوية، وجه الحامدي بوصلته نحو المرجعية والهويّة من جديد بعد أن تمسّك بإقرار الشريعة الإسلامية في دستور 2014 ولكن يبدو أن الحامدي يريد أن يعود من جديد إلى الساحة ويعتمد على مرجعيته الأساسية والذي انتقدها في فترة ماء في كتاباته وانتقد بعض المتشبثين بها خاصة في فترة التسعينات عندما قفز من سفينة حركة النهضة ليؤسس لنفسه فكرا جديدا في ذلك الوقت يقطع فيه مع القديم ويقترب فيه من السلطة في تونس.