انتهى مؤتمر نداء تونس بتعميق جديد لأزمة الحزب الذي يعاني من مشاكل داخلية منذ فوزه في الانتخابات التشريعية والرئاسية في 2014 وكانت كل الآمال ملقاة على المؤتمر للخروج بقيادة جديدة وشرعية ومجمّعة من أجل تجاوز المراحل السياسية والاستحقاقات الانتخابية القادمة. ولكن يبدو أن الانقسام أصبح قدر النداء الذي تحوّل إلى “ندائين” الأوّل بقيادة رئيس الكتلة سفيان طوبال والنداء الثاني بقيادة حافظ قائد السبسي حيث اشتد الصراع من أجل خطّة الممثّل القانوني والذي عهدها النظام الداخلي إلى رئيس اللجنة المركزية والذي فاز بها طوبال في اجتماع الحمامات وبحضور 118 عضو وآلت لحافظ في اجتماع المنستير بحضور حوالي 100 عضو. وعكس هذا الصراع صراعا قديما جديدا كان مخفيا بين القيادة والكتلة في حركة نداء تونس حيث تمكّن هذه المرّة رئيس الكتلة من قلب الطاولة على حافظ السبسي من اجل حصد المكانة الجوهرية في الحزب وهي التمثيلية القانونية والتي هي محلّ صراع بين أبناء الحزب حتى قبل المؤتمر والتي حسمت في مؤتمر سوسة التوافقي بعد أن منح الحاضرون هذه التمثيلية لحافظ قائد السبسي. ويتجه الندائيون إلى الحسم القضائي في هذه المعركة بما أن كل شئ قد انقسم في النداء وأصبح هنالك رئيسان لكلّ جهاز وهيكل داخل الحزب حتى الصفحات الرسمية للحزب انقسمت بين الشقوق فالصفحة الرسمية للحزب والذي يديرها المكتب الإعلامي السابق حافظت على ولائها لحافظ وجماعته واختصت في نشر تصريحات القيادات الموالية لاجتماع المنستير مثل التصريحات الإعلامية للنائب منجي الحرباوي وتصريحات نائب رئيس المؤتمر عيسى الحيدوسي.. كما نشرت الصفحة الرسمية -التي يتجاوز عدد متابعيها ال335 ألف- نتائج انتخابات اجتماع المنستير على أنّه الاجتماع الشرعي والوحيد للجنة المركزية. وفي المقابل، اختصت الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فايس بوك” لكتلة حركة نداء تونس في نشر كل الاخبار والتصريحات الموالية لشقّ سفيان طوبال مثل تصريحات رئيس الكتلة أو الأمين العام المنتخب لهذا الشقّ عبد العزيز القطّي وكذلك تصريحات سماح بوحوال ورئيسة تنظيم المؤتمر سمير بالقاضي. ورغم أن هذه الصفحة مختصّة في الأصل في نقل كل الاخبار والتصريحات ونشاط كتلة نداء تونس في المجلس وخارجها ولكن ما حدث المسار الذي حدث في مؤتمر نداء تونس حوّل هذه الصفحة من صفحة للكتلة إلى ناطقة بإسم شقّ معيّن داخل الكتلة.