مازال حزب نداء تونس يتخبّط في شقوقه التي مانفكّت تتزايد يوما بعد يوم، وقد تحوّل الصراع اليوم كما يحلو للبعض نعته ب”حرب الباتيندة”، وقد تأزم الوضع بعد انقسام الحزب الى شقين شق الحمامات وشق المنستير الرافض لنتائج انتخابات المؤتمر الانتخابي الذي كان بمثابة أمل الندائيين في تجميع شملهم. ولاحظ المتابعون للشأن السياسي التونسي صمت الرئيس المؤسس للحزب تجاه ما آلت إليه الأوضاع في الحزب ورفضه للتدخل بعد أن أشرف على افتتاح المؤتمر الانتخابي للنداء، كما تساءل المتابعون عن كيفية مشاركة الحزب في الاستحقاق الانتخابي المقبل في ظل هذا الانقسام الذي سيعصف نهائيا بالحزب وطموحاته السياسية. وقد أكدت أنس الحطاب المتحدثة الرسمية باسم حركة نداء تونس عن شق الحمامات أنها توجّهت بتنبيه لحافظ قائد السبسي بصفتها الممثل القانوني للحزب للكف عما وصفته ب”التشويش على المؤتمر ومخرجاته الشرعية” مطالبة بتسليم المقر والحساب البنكي للحزب وقاعدة بيانات المنخرطين للقيادة الجديدة. وأشارت الحطاب إلى أن مواصلة الرفض يمكن أن يفقد حافظ الإبن عضويته بالحركة وأنه في صورة عدم امتثاله للتنبيه ومواصلة سياسة الهروب إلى الأمام فسيتم عرض ملفه على لجنة النظام وقد ينتهي به الأمر نحو "خسارة عضويته في الحركة" وفق قولها. كما دعت الحطاب حافظ قائد السبسي إلى حضور إجتماعات اللجنة المركزية بصفته عضوا فيها لا غير والإمتثال لقرارات المؤسس، من جهة أخرى أشارت إلى أن اللجنة المركزية لنداء تونس وجهت رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية بصفته الرئيس المؤسس للحزب تدعوه فيها إلى الخروج عن صمته ومباركة نتائج المؤتمر الوطني الأول لحزب نداء تونس التي افرزت مؤسسات منتخبة وفق تعبيرها. وأشارت الحطاب إلى أن صمت رئيس الجمهورية إزاء ما أتاه إبنه تجاه الحزب ورفضه لنتائج المؤتمر يحز في نفسها وزملائها قائلة “حتى من منطلق عاطفي لا يمكننا قبول صمت الرئيس المؤسس تجاه نتائج المؤتمر وتجاه التشويش الحاصل اثره”. وللتذكير فقد تم انتخاب سفيان طوبال رئيسا للجنة المركزية لنداء تونس والمنعقدة بمدينة الحمامات، بدعوة من رئيسة المؤتمر الإنتخابي للحزب، سميرة بلقاضي. وقد تحصّل طوبال على 115 صوتا، فيما تحصّل المترشح الثاني، حافظ قايد السبسي، على صوت واحد، مع تسجيل بطاقتين ملغاتين، من بين 118 صوتا مُصرّحا به. فيما اعتبر أعضاء من اللجنة المركزية أن اجتماع الحمامات غير قانوني وقاموا بعقد اجتماع آخر بالمنستير وتم خلاله انتخاب حافظ قايد السبسي رئيسا للجنة المركزية لحركة نداء تونس بمجموع 83 صوتا من جملة 87 مسجلين، صوت منهم فقط 85 في حين احتفظ اثنين بصوتيهما وتم الغاء ورقتين، وانتخب قاسم مخلوف نائب أول للرئيس ومروان بويدة نائب ثان لرئيس اللجنة المركزية.