ساهم وقوف رئاسة الحكومة في صف المدير التنفيذي لحركة نداء تونس في استرجاع “باتيندة” الحزب من سفيان طوبال في تحسين العلاقة بين قايد السبسي الابن ورئيس الحكومة يوسف الشاهد بعد صراع سياسي مطوّل، كما ساهمت الوعكة الصحية لرئيس الجمهورية في توطيد العلاقة بين الرجل وقد أعرب حافظ قايد السبسي عن امتنانه ليوسف الشاهد بعد زيارته المطولة واطمئنانه على صحة الرئيس. لكن حبل الود لم يد م طويلا، فقد ساهمت استقالة إطارات النداء والتحاقها بحركة تحيا تونس في تعكير صفو الأجواء وعودة النزاع السياسي إلى الواجهة. وقد اعتبر حافظ قايد السبسي أن الدعوة التي أطلقها رئيس الحكومة يوسف الشاهد على الساحة السياسية، والتي تبنى فيها اعتماد “ميثاق للأخلاق السياسية” بهدف تنقية الأجواء صلب الحياة السياسية، كان يمكن أن تكون فرصة هامة وجدية لتنقية الأجواء في الساحة السياسية وحماية مكسب الديمقراطية “لولا أن الواقع اليومي والتصرفات الغريبة الصادرة عن امين عام حركة تحيا تونس الحزب الذي يترأسه رئيس الحكومة تثير الدهشة”. وبيّن قايد السبسي الابن، في تدوينة على حسابه لشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أن “هذه التصرفات تعمل على السير للخلف عوضا من العمل على مزيد تنقية الاجواء السياسية وبناء الثقة للالتقاء حول مشروع وطني جامع الان وبعد الانتخابات”، مشيرا الى ان “التباهي باستقطاب اطارات حركة نداء تونس ونوابه وقواعده سواء بالترغيب أو الترهيب ، من قيادي تحيا تونس لن يمنحه اَي فائدة لان هؤلاء اخذوا من النداء وليس العكس، اضافة الى ان مقابلة اليد الممدودة بشيء اخر يتعارض مع ابسط أخلاقيات العمل السياسي النزيه”. وأكد حافظ قايد السبسي أن نداء تونس سعى الى طي صفحة الماضي كما أراد الرئيس الباجي قائد السبسي حتى يسهل توحيد الصف الديمقراطي ولتكون العائلة الندائية بكل تفرعاتها مصدر قوة له لا سببا لتشتته، والتزمنا بالعمل الإيجابي واحترام الاخر، مشيرا الى أن ذلك لا يمنع النداء من التنديد بهذه التصرفات الاستفزازية تجاه حركة نداء تونس التي لا تنم عن رؤية إيجابية للمستقبل وفق تعبيره. كما أكد انه يراهن على ادراك قيادات تحيا تونس ان هذا المسار لن يجلب لهم وللصف الوطني الديمقراطي اَي نفع ولن يحظى بمباركة وتأييد الشعب التونسي الذي ينتظر من النخبة السياسية ممارسة راقية بعيدة عن الأساليب الملتوية او الرغبة في الهيمنة والتفرد و عدم احترام إرادة الناخب على حد تعبيره. وكان رئيس الحكومة قد أعلن في شهر أفريل الفارط عن فتح مشاورات مع الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية لوضع ميثاق للأخلاق السياسية تتبناه كافة المكونات . وشدد الشاهد أن هذا الهدف من هذه المبادرة هو تنقية الأجواء في الساحة السياسية من أجل حماية المكسب الديمقراطي للشعب التونسي دون إقصاء لأي كان.. مضيفا “لأن الديمقراطية والإقصاء شيئان لا يتقابلان”.