تصاعد الجدل مؤخّرا بخصوص ظواهر سياسية جديدة غير تقليديّة أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية، ووجدت لنفسها طريقا استثنائية لاختراق الفضاء العام وتوجيه أراء الناس، إمّا عبر قنوات إعلامية تمتلكها أو استغلال جمعيات خيرية، في تمش قد يهدد المناخ التنافسي النزيه والديمقراطية التي عرفتها تونس، حسب مؤاخذات بعض السياسيين. وفي هذا السياق، جدد الإعلامي الصافي سعيد، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية سنة 2014، الجمعة 19 جويلية في حوار لموقع تونس الرقمية دعمه لإقصاء كل “السماسرة السياسيين واستبعادهم من الترشح للانتخابات، مشيرا إلى نبيل القروي وألفة التراس رئيسة جمعية عيش تونسي. وقال الصافي سعيد: “لابد كذلك من منع كل من يحمل جنسية أجنبية الترشح للانتخابات ما لم يتخلّ عنها”، مضيفا “كل من يتقدم للانتخابات وهو يحمل جنسية أجنبية أعتبره جاسوسا”. وتابع الصافي سعيد: “لابد من قوى ثورية ووطنية على رأس السلطة وقطع الطريق أمام الانتهازيين واجب وطني”. من جانبه، قال مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي، الأمين العام السابق لحزب التكتل، في مداخلة على اذاعة الديوان اف ام، إن رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي تحول مِن منتصبٍ لمصلحة الغير إلى منتصبٍ لمصلحته الخاصة. وأضاف بن جعفر: “نبيل القروي تحول من العمل الخيري الى العمل السياسي مستغلا الثغرات في القانون الانتخابي”. وكان نبيل القروي والذي تتعلق به تهم فساد مالي، أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في خطوة أثارت جدلا واسعا. ومن جانبها أعلنت ألفة التراس صاحبة جمعية “عيش تونسي” التي قيل إن لها أجندات غامضة وتمويلات مشبوهة مشاركتها في الانتخابات الرئاسية والتشريعية. ويعتبر كثيرون أن ألفة التراس واجهة لبسط النفوذ الفرنسي على تونس، خاصة وأن زوجها تجمعه علاقة شراكة مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وفي وقتٍ سابق، دعا رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى عدم التصويت لمن وصفهم ب”الشعبويين الذين يبرزون فجأة وهم يستغلون حاجة الناس وفقرهم”، مُعتبرا أن الشعبوية تمثل “خطرا يجب عدم الاستهانة به، سواء منها التي تدخل من باب العمل الخيري أو الإعلام أو باسم الحداثة”. وأضاف أن الشعبوية تمثل خطرا “لأنها كذلك إقصائية وتهدد الديمقراطية”. يذكر أنّ التعديلات الأخيرة التي أُدرجت مؤخّرا على القانون الانتخابي، تنصّ على منع ترشّح كل من ثبت استفادته من استعمال جمعية أو قناة تلفزيونية للإشهار السياسي (الدعاية السياسية)، أو كل من مجّد الدكتاتورية أو توجّه بخطاب يدعو للكراهية والعنف.