أودع رئيس الحكومة يوسف الشاهد ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها بمكتب ضبط الهيئة العليا المستقلة للانتخابات اليوم الجمعة 9 أوت 2019 آخر يوم في آجال قبول الترشحات. وكان يوسف الشاهد رئيس حركة “تحيا تونس” ورئيس الحكومة، أعلن مساء أمس عن قراره الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك بعد تصويت بالإجماع لفائدة ترشحه خلال اجتماع المجلس الوطني الموسع للحزب بقصر المؤتمرات بالعاصمة. ولم يكن قرار الترشح لرئيس الحكومة مفاجئا خاصة وأنه منذ إنشائه لحركة تحيا تونس تحدث قياديو الحزب عن عزمهم ترشيحه ودعمه في الانتخابات الرئاسية ولم يبد بدوره أي اعتراض في جميع تصريحاته. وقد انتقد المتابعون للشأن السياسي ترشح يوسف الشاهد للرئاسية وهو على رأس الحكومة معتبرين ان في ذلك تعارض مع مبدأ تكافئ الفرص بينه وبين بقية المترشحين وفي ذلك أيضا تأثير في أدائه كرئيس حكومة بالتوازي مع الحملة الانتخابية. واعتبر النائب والقيادي بالجبهة الشعبية عمار عمروسية أنه في أي نظام ديمقراطي يحترم نفسه وأي حكم يحترم شعبه، من المفروض أن يقدم أعضاء الحكومة المترشحين للانتخابات استقالتهم مباشرة، وخاصة عندما يتعلق الأمر برئيس حكومة. وأضاف عمروسية في تصريح لموقع “الشاهد” أنه لا ينتظر أن يقدم يوسف الشاهد على هذه الخطوة “لأن من أقدم على بناء حزب بقدرات الدولة والشعب يستحيل أن يفكر في مغادرة الكرسي وخوض الانتخابات مثل غيره”، وفق تعبيره، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يتمتع رئيس الحكومة المترشح للانتخابات بالسبق الأخلاقي والسياسي والمعنوي من مقدرات الدولة على المتنافسين الآخرين. تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد قال بعد إيداع ملفّ ترشّحه للانتخابات الرئاسية إنّه يرفض الاستقالة من مهامه خلال الحملة الانتخابية. من جانبه قال المستشار لدى رئيس الحكومة المُكلّف بالملف السياسي لزهر العكرمي بأن ترشح رئيس الحكومة للانتخابات الرئاسية لا يستوجب تقديم استقالته قانونيا، مشيرا إلى استحالة تنصيب رئيس حكومة جديد خاصة بعد دخول البرلمان في عطلة، وبالتالي فإن الحل يكمن في تفويض رئيس الحكومة طيلة الحملة الانتخابية أحد الوزراء لترؤس المجالس الوزارية بالنيابة.