يتعرّض الفلسطينيون المقيمون داخل أراضي السعودية منذ فترة لحملات اعتقال وتهديد وملاحقة هي الأكبر والأخطر التي تنفذها قوات الأمن السعودية بصورة سرية، ودون أي تدخلات أو تحركات تذكر من قبل السفارة الفلسطينية في الرياض. واعتقلت السلطات السعودية خلال الأسابيع الماضية عشرات الفلسطينيين داخل أراضيها وأخفت بعضهم قسرياً دون أن توجه لهم تهما أو تعرضهم على القضاء. وقال سامي أبو زهري القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية يتعرضون للتعذيب بأشكال متعددة ويتم التحقيق معهم بشكل قاس. وأضاف أبو زهري في تصريحات صحفية أن محققين أجانب من جنسيات مختلفة يحققون مع المعتقلين، وأشار إلى أن حركته بذلت مساعي كبيرة للإفراج عن المعتقلين من خلال اتصالات مع دول وأخرى من خلال اتصالات مباشرة مع مسؤولين سعوديين، لكن لم يتمخض عنها شيء حتى اللحظة، مشددا على أن حركته لن يهدأ لها بال حتى إنهاء هذه الأزمة. وأصدرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان “شاهد”، أمس الإثنين، تقريرا مفصلا عن الموقوفين الفلسطينيين والأردنيين لدى السلطات السعودية، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم. وقالت المؤسسة الحقوقية في تقريرها أن عشرات الموقوفين يعانون ظروفا إنسانية بالغة السوء ويتعرضون فيها لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي. وبحسب التقرير فإنه وعلى الرغم من أن الحملة بدأت بشكل مكثف في شهر فيفري الماضي، إلا أنها تريثت في الإعلان عنها نتيجة شح المعلومات من ناحية، وامتناع بعض أسر الموقوفين عن الإدلاء بشهاداتهم من ناحية أخرى خوفا من انتقام السلطات السعودية منهم. بدوره، دعا المرصد الأورومتوسطي، السلطات في السعودية الكشف الفوري عن مصير عشرات الفلسطينيين المعتقلين لديها، مؤكداً أن الاستهداف يأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات لحقوق الإنسان. وقال المرصد” إنه لا يستطيع تحديد رقم دقيق للمعتقلين الفلسطينيين حتى الآن، غير أنه أحصى 60 شخصا فيما تشير تقديرات أخرى إلى أن الرقم أكبر من ذلك بكثير”. وقال سجين جزائري سابق إن سجن ذهبان السعودي يعج بالمختطفين الفلسطينيين، حيث يتعرضون لانتهاكات وتعذيب، وحرمان من النوم، وحرمان من العلاج، رغم أن منهم كبار السن ومن يحتاج إلى رعاية خاصة”.