أطلق أهالي قرقنة نداء استغاثة إثر تلوّث مياه البحر ونفوق الكائنات البحرية التي تعتبر مصدر رزق البحارة بالمنطقة المذكورة، وقد تم تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي تثبت مدى كبر الكارثة البحرية التي لحقت شواطئ قرقنة. وقد طالب أهالي قرقنة بإيجاد حلول للمعضلة التي باتت تهدّد مورد رزق البحار وتستنزف الثروة البحرية بالجزيرة وتلوّث مياه البحر. وأكد كاتب عام جامعة الصيد البحري صالح شرف الدين أن ظاهرة تلوّث مياه بحر قرقنة ونفوق الأسماك برزت منذ الشهر الفارط، وتبعا لذلك نشرت الجامعة بيانات كما اتصلت بسلطات الإشراف وبوزارتي الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والبيئة لكن السلطات لم تحرّك ساكنا. وأضاف المتحدّث في تصريح لموقع “الشاهد” أن الجامعة قامت بمعاينة بحرية مع إحدى القنوات الخاصة وتبيّن بالكاشف أثر التلوث على مياه البحر التي اكتست اللون الأحمر بسبب المواد الكيميائية، مشيرا إلى أنّ الجامعة بحوزتها وثائق تكشف أن منصات البترول ومنصات المجمع الكيميائي المنتصبة في جهات المنطقة هي السبب الرئيسي في التلوّث الذي أفقد تونس مئات الأطنان من الثروة السمكية بكل أصنافها. كما أشار كاتب عام جامعة الصيد البحري إلى أن سلط الإشراف تغالط الرأي العام ولا تريد الاعتراف بأن التلوث منجرّ عن المواد الكيميائية وتدّعي أن طحالب بحرية تسبّبت في هذه الكارثة البيئية، نافيا صدق هذه الرواية على اعتبار أن الطحالب تخرج في فصل الصيف وليس في الشتاء. وبيّن المتحدّث أن الجامعة نشرت بيانا تدعو فيه كافة منظوريها في السواحل التونسية لتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقرات ولايات صفاقس والمهدية وقابس، وإذا امتنعت سلطة الإشراف عن تعويض البحارة والقيام بتحقيق مستقل في أسباب التلوث سيقوم البحارة بغلق الطريق السيارة “تونسصفاقس وصفاقس تونس”، ولن يتم فتحه إلا بقدوم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان، لأن 100 ألف عائلة أصبحت دون مورد رزق. تجدر الإشارة إلى أن الجامعة الوطنية للصيد البحري والتقليدي كانت قد دعت في بيان لها وزارة الفلاحة ومعهد تكنولوجيا وعلوم البحار ووزارة البيئة إلى فتح تحقيق جدي لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء التلوث البحري بقرقنة. كما طالبت بتعويض البحارة والمتضررين. وعبّر البيان عن استياء وغضب البحارة بكافة الجهات لعدم تحرك سلط الإشراف لمعالجة الموضوع.