نشر الموقع الساخر “تونس نيوز” خبرا ساخرا تحت عنوان “قوات خليفة حفتر تسيطر على طرابلس بالكامل وتعين برهان بسيس محافظا عاما على المدينة وحركة الشعب ترحب بذلك”. ويأتي هذا الخبر الساخر على خلفية “ساعة الصفر” التي أطلقها اللواء المتقاعد الليبي خليفة حفتر الخميس الماضي والأنباء المضللة التي يروجها اعلامه حول تقدم مسلحيه الى العاصمة طرابلس، ناهيك عن دعم سياسيين وإعلاميين تونسيين لساعة الصفر التي اتضح فيما بعد أنها وهميّة ولا أساس لها. ويحظى حفتر في تونس بدعم أنصار الثورة المضادّة وإعلاميين محسوبين على المنظومة السابقة، على غرار برهان بسيس الذي تحمس للتقدم “الموهوم” للمشير الحفتر، متمنيا نهاية غير مشرفة لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج. وتنحاز أطراف سياسية محسوبة على التيار القومي، ووسائل إعلام وخصوصا الإعلاميون المحسوبون على نظام بن علي ضد ثورات الربيع العربي، بما فيها ثورة 17 فيفري في ليبيا، التي يعتبرونها ثورات ربيع عبري كما يشتبه في تلقي جزء من هذه الأطراف دعما من دول خليجية، معادية للثورات العربية، خاصة الإمارات. فهزيمة حفتر تعني انتصارا للربيع العربي الذي كاد ينتهي قبل انبعاث الموجة الجديدة في الجزائر والسودان، وأي تعثر لقوات حفتر في ليبيا، سيشكل دعما إضافيا لهذا الربيع الذي يشكل للأنظمة العربية المتخوفة من المدّ الشعبي الثوري. وأثارت مساندة برهان بسيس للواء المتقاعد خليفة واحلامه بخصوص ساعة الصفر سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب محمد مناصري “برهان بسيس ولطفي لعماري واعلام ليلى الطرابلسيوالإمارات والسيسي يساندون حفتر وهذا أكبر مبرر لمساندتنا للقوات التي تقاتل حفتر”. وكتب معز براهمي “إلى البرهان بسيس تمجيدك للمجرم حفتر ومساندتك لتحركاته وهجومه على طرابلس الحبيبة وما ستخلفه من دمار وأرواح بريئة.. هذا يدل على أنك ما زلت تحن آلة القمع والاستبداد”. وفي تونس يحظى خليفة حفتر بدعم أحزاب واعلاميين قوميين، حيث يحتفي القوميون بحفتر ويتمنون وصوله إلى الحدود التونسية، رافعين شعار العداء للثورات العربية التي هزت أركان أنظمة عسكرية قومية. ونشر الصحفي بجريدة الشعب، وهو من التيار الشعبي، خليفة شوشان، تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، قال فيها” قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر يعلن انطلاق معركة تحرير العاصمة طرابلس، واخبار عن فتح تركيا جسرا بحريا لنقل الدواعش من سوريا على ليبيا مستغل اتفاق الحماية الي وقعته مع السراج..” في المقابل سخر نشطاء تونسيون من الأخبار المضللة ومن انهيار احلام الداعمين لحفتر في تونس خاصة بعد أن فشل حفتر في إطلاق ساعة الصفر الذي توعد بها. وكان المشير حفتر قد أعلن الخميس 12 ديسمبر عن ساعة الصفر لجميع الوحدات العسكرية في طرابلس قائلا “اليوم نعلن المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة.. دقت ساعة الصفر ساعة الاقتحام الكاسح الواسع التي يترقبها كل ليبي حر شريف وأهلنا في طرابلس بفارغ الصبر”. وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الرجل ساعة الصفر لاقتحام طرابلس دون ان يكون لذك تبعات على أرض الواقع بل إن قادة في قوات الوفاق شككوا في جدية كلمة حفتر، وقالوا إن هناك معلومات تشير إلى أنها سُجلت في وقت سابق وقال المتحدث باسم عملية “بركان الغضب” الليبية مصطفى النجعي إن ما يفعله حفتر هو عملية انتحار أخيرة، وإن ما يوجد على حدود طرابلس هو مجرد مليشيات. وشدد على أن حفتر ظل يردد الخطاب ذاته منذ إطلاق حملته العسكرية ضد طرابلس في الرابع من أفريل الماضي، وأن قوات الوفاق تمكنت من صد هذه الحملة ودحر القوات المهاجمة. وأكد أن قوات حكومة الوفاق اليوم أقوى وأكثر بسالة وخبرة، وأن ما فشلت فيه مليشيات حفتر طيلة الشهور التسعة الماضية لن تحققه من جديد. بدوره رد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، على ساعة الصفر بالقول “لا تصدقوا أكاذيب الواهمين وصفحاتهم وإشاعاتهم، فلا ساعة صفر سوى صفر الأوهام، ولا سيطرة ولا اقتحام لطرابلس وأحيائها، وأدعوكم جميعا للالتفاف حول مشروع الدولة المدنية..” وكان رئيس حزب “مشروع تونس” محسن مرزوق قد عبّر عن انحيازه لمعسكر حفتر في معركته للسيطرة على العاصمة الليبية، فيما دعا الإعلامي لطفي العماري في وقت سابق الليبيين الموجودين في تونس إلى ترك مقاهي حي النصر والبحيرة، واللحاق بقوات حفتر للقيام بواجبهم الوطني في تحرير طرابلس، على حد قوله