تداولت وسائل الاعلام في الفترة الأخيرة أخبارا مفادها أن المحلل السياسي وأستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك بصدد القيام بدور الوساطة لإقناع التيار الديمقراطي للعودة لطاولة الحوار لتشكيل الحكومة المرتقبة. و أكد جوهر بن مبارك في تصريح إعلامي أن أغلب المقالات والتصريحات المنسوبة اليه غير صحيحة، مبيّنا ان ما حدث هو أنه التقى برئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي في علاقة بالمشاورات لتشكيل الحكومة ولاحظ وجود “بلوكاج” في مسالة تحديد الفضاء السياسي الذي يريد الجملي تشكيل الحكومة على ضوءه، معتبرا أن تشكيل الحكومة قبل ضبط برنامجها وتحديد مكوناتها ثغرة منهجية. وأضاف بن مبارك أنه تحدّث مع الحبيب الجملي ومع كل الأطراف السياسية وأجمعوا على ان الاطار السياسي للحكومة يجب ان يكون متناغما ومتلائما مع نتائج الانتخابات الي أعطت الاغلبية المطلقة لقوى الخط المرتبط بتحقيق أهداف الثورة وانتظار التونسيين والتونسيات.وبيّن أنه تم الانطلاق في العمل بهذه المنهجية وتم تحديد المحيط السياسي الذي يمكن الاشتغال عليه ثم الاتفاق عليه وعلى الاطراف التي عبرت عن ارادتها في الانخراط في هذا التسييج السياسي. ووضح بن مبارك قائلا ” المفاوضات بلغت مستوى معين من التشنج وصل حد انسحاب التيار الديمقراطي وحركة الشعب الشيء الذي أحبط التونسيين والمراقبين ومن بينهم انا والحبيب بوعجيلة لذلك فكرنا بانشاء صداقات وعلاقات بالقوى الخمسة وهم التيار النهضة وحركة الشعب وتحيا تونس وائتلاف الكرامة فدعوناهم للقاء ودي فتفاجأنا بان كل الاطراف قبلت الدعوة دون تردد”. وبين بن مبارك أن تونس تحتاج لبرنامج وحكومة انقاذ وحكومة الانقاذ لا تعني توسيع الحكومة على كل الاطراف من اجل تجميع كل القوى السياسية لأن التسييج السياسي ضروري ووقع على اساس استبعاد القوى المعادية للثورة والمعادية للديمقراطية والحرية والتي يحملها حنين للاستبداد والفاشية الى جانب استبعاد القوى التي وصلت للبرلمان باساليب التحيل والمافيات ومخاتلة القانون ومخالفته والتي تجر وراءها قضايا فساد وتهرب جبائي وغيره وفق تعبيره. كما أشار الى أنه بعد الاتفاق على تسييج الحكومة بدا النقاش بوضع نقاط الخلاف وتفكيكها تدريجيا، مشددا على أن الأطراف المجتمعة ليست بصدد تشكيل الحكومة بل تشكيل الحكومة موكول لرئيس الحكومة المفوض الحبيب الجملي لكنها بصدد وضع اطار سياسي ائتلافي حزبي يدعم حكومة يتراسها الجملي. كما أوضح أن المسالة التي يشتغلون عنها سياسية وليست حكومية وهي بمثابة وضع ارضية سياسية لمجموعة من الاحزاب تريد ان تلتقي لتشكيل الحكومة، واذا التقت ستشرع مع الجملي في تشكيل الحكومة ووضع ملامحها الاساسية. ورجح جوهر بن مبارك أنه في بداية أو منتصف الأسبوع المقبل ستكون الحكومة تشكلت او ظهرت ملامحها الاساسية وتبقى بعض النقاط التفصيلية تحتاج لبضعة ايام لتحديدها. كما أكد أن الحبيب الجملي اشتغل من جهته على تشكيل الحكومة خارج نطاق النقاط الخلافية وأسند الوزارات التي تخلو من النقاط الخلافيه لمستقلين ولكفاءات ، مشيرا الى وجود تقدم على مستوى البرنامج الذي اشتغلت عليه رئاسة الحكومة وبقيت بعض النقاط الخلافية وبعض النقاط الاساسية التي تريد الاحزاب تضمينها في برنامج الحكومة القادمة.