قال الباحث في علم الاجتماع سامي نصر في تصريح لموقع “الشاهد” إنّ العنف في تونس تمادى بشكل كبير وشمل كل الفئات، مؤكّدا أنّه لم تعد هنالك حاجة للأرقام لانّ العنف أصبح أمرا واقعا يمكن التماسه في الحياة اليومية. وتابع بأنّ العنف شمل جميع الفئات والمجالات والفضاءات، مبيّنا أن العنف لم يعد يدخل في مسألة الاشمئزاز والاستنكار الاجتماعي التي تحدّث عنها دوركايم وقال إنّها أقوى من القانون. وأضاف نصر أن هنالك تحوّل اليوم من ظاهرة العنف إلى ثقافة العنف، حيث تطبّع المجتمع مع العنف. وأوضح أنّ هنالك دراسة أثبتت أن 63 بالمائة من الأطفال الذي يرتكبون العنف يتعرّضون للعنف في منازلهم، وهو ما يؤكّد أن العنف يولّد العنف. وبيّن أن هنالك 3 درجات للعنف الأوّلى يكون في شكل عنف وردّة عنف، بينما الدرجة الثانية هي مستوى مغذّيات العنف حيث يصبح تعبيرا عن وضع ما، فيما تعتبر الدرجة الثالثة هي الأخطر. وهو ما يعيشه المجتمع التونسي وهو العنف الوسيلي والذي انتشر بشكل كبير في المجتمع التونسي. وقال نصر إن كثيرا من المصطلحات التونسية أصبحت لها علاقة بمعجم العنف، مبيّنا أن الشعب التونسي يتجه نحو الفردانية التي تترجم في مقولة “أخطى راسي وأضرب”. وأكّد أن الثقافة المنتشرة لدى الشباب والأطفال في كرة القدم أو غناء “الراب” فيها كثير من الدعوات للعنف، حتى أصبح تعبير الأطفال عن السعادة يكون بعنف موضّحا أنّ 80 في المائة من الصور المتحرّكة تدعو للعنف، على حدّ تعبيره.