مفارقة عجيبة تلك التي أطلقها السّيد سمير الطيب الناطق الرسمي لحزب المسار، فالرجل أعلن أنّ حزب حامد القروي غير قانوني لأنّه إعادة لإنتاج التجمّع، وأكّد أنّ التجمّعيّين لديهم الحقّ في الالتحاق بالأحزاب الأخرى وليس تشكيل حزب، ثمّ أضاف السّيد سمير أنّه على الراغبين في ممارسة السّياسة من التجمّعيين القدامى الالتحاق بحزب مثل حزب الباجي قائد السبسي ! ولكي نبتعد عن التطمينات الكاذبة لابد من الاعتراف أنّ الأمر في تونس يسير إلى الاسوأ في ظلّ وجود عقليّات تختزل تونس ومصالحها وتاريخها وثورتها في خلافات شخصيّة، فالسّيد سمير الذي يعاني من مخلّفات تصريحات موجعة أطلقها في حقّه رئيس الحركة الدستوريّة حامد القروي، أصبح يمارس الميكافيليّة السّافرة ضدّ الأحزاب التجمّعية بما يخدم رغباته ويخفّف من غيظه، فقد اعترف بشرعيّة حزب نداء تونس الذي يرأسه رئيس برلمان بن علي السّابق ويقود أهمّ لجانه محمد الغرياني الأمين العامّ السّابق للتجمّع ، ويموّله فوزي اللومي أحد أذرع بن علي الماليّة، ويقوم على مصالحه في الخارج محمد رؤوف الخماسي عضو اللجنة المركزيّة للتجمّع وعيّن بن علي في أوروبا إلى جانب ثلّة أخرى من السّادة الوزراء والسفراء والمدراء التابعين لمنظومة المخلوع، مقابل ذلك رفض الاعتراف بشرعيّة الحركة الدستوريّة على خلفيّة أسباب توفّر أكثر وأشنع منها عند حزب النداء. من المحزن أنّ تونس ومستقبل أجيالها أصبح تحت رحمة تصفية الحسابات والصراعات الأيديولوجيّة و"النبزيّات"، لفيف من الأحزاب والشخصيّات تُطوّع التاريخ والجغرافيا لمصالحها الضيّقة، وتستعمل فزّاعة التجمّع والثورة لأغراض بالغة الخصوصية ، لفيف تآمر على الثورة والدولة وتواطأ مع الثورة المضادّة ، حتى إذا ما شبّ الخلاف بين فروعه مدّ يده إلى الثورة ليستعملها بشكل مهين ثم يردّها إلى محبسها ويحكم الاغلاق عليها . نصرالدين