مزايا شجرة حبة الملوك “الكرز” ومكانتها في منظومة التنمية الفلاحية الى جانب دورها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وخاصة بالمناطق الجبلية للشمال التونسي كان موضوع تظاهرة فلاحية وثقافية اقيمت يوم الاحد بمدينة مكثر من ولاية سليانة.وقد واكب التظاهرة جمهور كبير من ابناء مكثر المشهورة بغراسة شجرة حبة الملوك حيث تم تقديم نماذج من تراث عمادات بنى حازم والسوالم وصدين وصيار والقرعة بهذه المعتمدية المعروفة بخصوصياتها المناخية وبتدوال فلاحيها لتقاليد انتاج حبة الملوك وغيرها من الاشجار المثمرة. وتشتهر ثلاث مناطق فى ولاية سليانة بغراسة هذه الشجرة ذات المردود المالي المرتفع والتي تسهم بشكل بارز فى تحسين دخل الفلاح وهي مكثر وكسرى وبرقو. وتمتد غراسة شجرة حبة الملوك فى شمال البلاد التونسية على مساحة 600 هكتار. ويقدر معدل الإنتاج السنوي بحوالي 2000 طن في خمس ولايات رئيسية هى سليانة والكاف وجندوبة وباجة وزغوان. وتضمن البرنامج مداخلات علمية حول تاريخ غراسة وانتاج شجرة حبة الملوك بالجهة ونتائج البحث العلمي للتوسع فى غراستها علاوة على مضمون أهداف الخارطة الفلاحية ومستقبل الفلاحة البيولوجية بولاية سليانة. وأتاحت التظاهرة التعريف بالإرث الحضاري والإنتاج الفلاحي المرتبط أساسا فى مناطق مكثر بالأشجار المثمرة مثل الزقوقو والجوز والسواك والبوفريوة إلى جانب العسل وشربة الشعير. كما قدمت عادات وتقاليد سكان المنطقة ونمط عيشهم حيث أقيم بالمناسبة معرض للمنتوجات الحرفية فى معتمدية مكثر مثل الزربية والمرقوم والبرنس والقشابية وصناعة الخزف والرخام والطين والتزويق على البلور والنحت على الخشب. وفي جانب آخر من التظاهرة أقيمت خيمة للشعر ساهم فيها فرسان الفصحى والملحون من الجنسين من ولايتي سليانة والقصرين متغنين بمحاسن حياة الريف. وانتظم هذا اليوم ببادرة من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالتعاون مع ودادية قدماء جمعية الشبان والعلم بتونس. وشهدت التظاهرة مشاركة وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية وكلية العلوم بتونس والغرفة الجهوية للنساء صاحبات الأعمال وممثلين عن مختلف الإدارات الجهوية والمحلية بسليانةومكثر.