«صرخة»عنوان عرض فرجوى تابعه يوم الجمعة عدد كبير من المولعين بفنون السرك أمنه تلاميذ دفعة التخرج الثانية لسنة 2008 «دفعة المثابرة» للمدرسة الوطنية لفنون السرك بتونس. وحضر حفل التخرج السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث إلى جانب السيدين محمد ادريس رئيس المدرسة وكلود كبيون مساعد رئيس بلدية روني سوبوا الفرنسية. وجسد هذا العرض الذي احتضنه قصر المسرح ببطحاء الحلفاوين بالمدينة العتيقة ثمانية شبان واعدون في فن السرك تمكنوا من شد انتباه الحاضرين وتحريك أحاسيسهم من خلال تقمص ادوار مختلفة لشخصيات متعددة أرادوا عن طريقها إبراز صراع الإنسان مع ذاته. وقد فتح هؤلاء الشبان للمتفرجين بحركاتهم التعبيرية المنسابة ورقصاتهم الحية نوافذ عديدة تداخلت فيها الأفكار وتصارعت فيها الأضداد «الحياة والموت الفرح والحزن الغناء والنحيب» سعيا منهم إلى إثارة المشاعر الدفينة لدى المتفرج. ونجحت مخرجة العرض الفرنسية لورانس ليفاسور ومساعدها المخرج التونسي الشاب سفيان ويسي في توظيف الموسيقى المرافقة ل»صرخة» والتي كانت نغماتها تحتد مع تصاعد الاحداث وتفاقم الصراع فكانت موسيقى إيقاعية تحاكي صوت موج البحر في هيجانه وهدوئه. كما نجح هذا الثنائي التونسي الفرنسي في تطويع الكلمات المعبرة والمنتقاة من قصائد لنخبة من الشعراء التونسيين على غرار الشاذلي زوكار وبلقاسم مرزوقي ونور الدين بالطيب وفاطمة بن محمود. وقد عبرت المخرجة عن هذا الاختيار في الورقة التقديمية للعرض بقولها «يهمني أن اقترب من الثقافة التونسية ولتحقيق ذلك بحثت في بعض الأشعار التونسية واكتشفت ضرورة حضور الكلمة في هذا العرض... ولتجسيد هذه الكلمة كانت الكتابة بالرقص واستحضرت الأجساد مهاراتها العالية في التعبير عما نريد قوله بتوظيف تقنيات السرك ومكونات الفرجة. ووفقت دفعة التخرج في بلوغ هذه الغاية وإمتاع الحاضرين على امتداد ساعة من الزمن بلوحات رائعة أبرزت قدرة تلاميذ المدرسة الوطنية لفنون السرك على توفير الفرجة الحية واثبات تمكنهم من تقنيات فنون الحركة. وفي خاتمة حفل التخرج الذي تابعه ضيوف من تونس وفرنسا والفيتنام وكندا، تولى السيد عبد الرؤوف الباسطي تسليم أفراد هذه الدفعة ميداليات تخرجهم بامتياز. يذكر أن انطلاق عروض «صرخة» خارج الوطن سيكون في خريف 2009 .