أخبار تونس- اعتبارا لدورهم الرائد في تحقيق نهضة البلاد وتحقيق نموها حرصت تونس على الوفاء لرموزها في كل المجالات الثقافية منها والاقتصادية والسياسية فبعد إحياء مائوية كل من أبي القاسم الشابي شاعر الخضراء وعلي الدوعاجي والهادي والجويني حان دور العلامة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور. وتجسيما لما أذن به الرئيس زين العابدين بن علي بإحياء الذكرى المائة لميلاد العلامة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور نظرا لدوره الرائد في إثراء الفكر الديني المستنير فقد التأمت يوم السبت بمقر وزارة الشؤون الدينية بالعاصمة جلسة عمل لإعداد برنامج هذه التظاهرة التي ستنطلق خلال شهر ديسمبر القادم. وحضر هذه الجلسة ممثلون عن وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث وجامعة الزيتونة والمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” والمعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية والأرشيف الوطني والمكتبة الوطنية والتلفزة والإذاعة التونسية. ونظر المشاركون في سير عملية إعادة طبع مؤلفات العلامة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور وتدوين ونشر مختلف آثاره المكتوبة والمسموعة والمرئية لتكون مرجعا يستأنس به الباحثون والعلماء. ويتضمن برنامج التظاهرة محاضرات وندوات دولية يشارك فيها مفكرون وشخصيات عايشت الشيخ محمد الفاضل بن عاشور من تونس والعالم العربي. يذكر أن الشيخ محمد الفاضل بن محمد الطاهر بن الصادق عاشور، الذي ولد في مدينة تونس يوم 16 أكتوبر 1909 وفيها توفي يوم 19 أفريل 1970، يعد أحد أهم علماء الدين الذين عرفتهم تونس والعالم الإسلامي في القرن العشرين. تربى في أحد بيوت الدين والعلم، إذ كان والده محمد الطاهر بن عاشور من كبار العلماء في تونس. بدأ حفظ القرآن الكريم وهو في الثالثة من عمره، ليتمه عندما بلغ التاسعة. كما حفظ بعض المتون في النحو ثم تعلم اللغة الفرنسية على أيدي معلمين خصوصيين. وفي سنة 1922 بدأ دراسة مبادئ القراءات والتوحيد والفقه والنحو، ثم التحق بجامع الزيتونة إلى أن أحرز على شهادة التطويع سنة 1928. وكان الشيخ محمد الفاضل بن عاشور خطيباً مفوهًا، يشد سامعيه إليه شدا، وقد برز خاصة في الأربعينات في الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية وفي تنظيم الاحتفالات احتفاء بتأسيس جامعة الدول العربية، وقد جلب له هذا النشاط التقدير والاحترام والتأثير في الوسط الزيتوني وفي الساحة الوطنية، وهو ما هيأه لأن يترأس الاتحاد العام التونسي للشغل عند تأسيسه في 20 جانفي 1946. سافر الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في مهمات علمية إلى خارج تونس، وألقى محاضرات عديدة في عدد من الجامعات الأجنبية من بينها جامعة السوربون بباريس، وجامعة إسطنبول في تركيا، وفي الهند وجامعة عليكرة في الهند، وجامعة الكويت. كما زار عدة بلدان من بينها الجزائر ومصر وسوريا ولبنان وإيطاليا وسويسرا والمغرب الأقصى وليبيا وألمانيا والنمسا واليونان ويوغسلافيا السابقة وبلغاريا... ومن أهم المؤتمرات التي شارك فيها مؤتمرات المستشرقين بباريس، كما أنه عضو في المجمع اللغوي بالقاهرة، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضو مراسل بالمجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع البحوث الإسلامية بمصر، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. من أبرز مؤلفات الشيخ يمكن أن نذكر الحركة الأدبية والفكرية في تونس، أركان النهضة الأدبية في تونس، أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي، التفسير ورجاله...