أخبار تونس- مازال الاحتفال بالقيروان كعاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009 متواصلا و في أفق التظاهرات المبرمجة للاحتفال بالتاريخ الإسلامي والعلمي الكبير لهذه المدينة، سيتم تنظيم ندوة دولية بعنوان ” الاحتفاء بكبار علماء القيروان” و ذلك انطلاقا من 28 إلى غاية 30 سبتمبر من الشهر الجاري. تلتئم هذه الندوة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية زين العابدين بن علي و تنظمها جامعة القيروان بالاشتراك مع منظمتي الايسيسكو واليونسكو. وتمتد هذه الندوة على ثلاثة أيام و تتوزع على خمس جلسات علمية، يشارك في تأثيثها نخبة من المفكرين من تونس ومن العالم العربي. حيث يحل ب”«مدينة عقبة بن نافع»، نخبة من أبرز رجال الفكر و الثقافة من عدة أقطاب عربية نذكر من بينها: ليبيا و السعودية ومصر والمغرب وتركيا ومالي والجزائر... و من المنتظر أن تنطلق هذه الندوة الدولية التي يشرف عليها الأستاذ الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، لتليها بعد ذلك كلمة ممثل المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة ( الأيسيسكو)، ثم كلمة ممثل اليونسكو، فكلمة رئيس جامعة القيروان، ثم كلمة المنسق العام للتظاهرة. و منذ انطلاق الفعاليات الاحتفالية رسميا يوم 8 مارس و التي تزامنت مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، لم تعرف الحركة الثقافية في هذه المدينة ركودا وشملت عدة جوانب متعلقة بالحياة الدينية و تاريخ هذه المدينة العلمي و تراثها و أبرز أعلامها من فقهاء و علماء و معالم. و مثل هذه الندوة ستكون مناسبة لاستعراض دور القيروان في دعم الإشعاع الفكري و العلمي في شمال إفريقيا والذي يعود إلى عصر الأغالبة والفاطميين والصنهاجيين.. إذ لازالت بعض المعالم شاهدة على ثراء الحياة الثقافية و الإسلامية بهذه المدينة مثل جامع عقبة بن نافع، هذا المعلم الإسلامي الشهير الذي يشكل منارة الإسلام المشرقة بافريقية التي انطلق منها الدين الإسلامي الحنيف بربوع المغرب العربي و أوروبا. و ستحاول الندوة حسب ما أشارت إليه صحيفة الشروق استعراض بعض الجوانب من تاريخ القيروان القديم المتعلق بالمدرسة الفقهية القيروانية و ستكون محور مداخلة يقدمها الباحث عمار الطالبي من الجزائر. كما سيتناول الأستاذ الطاهر القلالي من تونس دور الثقافة العلمية القيروانية في إرساء الثقافة العلمية اليوم. أما الحياة العلمية بالقيروان فسيتناولها الباحث فرحات الدريسي من تونس في بداية الجلسة الأولى التي سيترأسها محمد غنام. و في نفس هذه الجلسة سيقدم، من تونس، الدكتور كمال عمران محاضرة. أما أحمد عبد العزيز من تونس فسيعرج على مساهمة رائد المدرسة الطبية أحمد بن الجزار. و إن ستأخذنا مداخلة الباحث التركي أحمد أزول إلى مخطوطات علماء القيروان بالمكتبات التركية، فإن مداخلة الباحثين المصريين خالد عزب و محمد زكريا عناني تأخذنا إلى عمارة المسجد و دوره المعماري و العلاقة الوثيقة بين الإسكندرية و القيروان. و تتواصل الجلسات التي يدور جميعها في رحاب عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009، القيروان و مختلف خصوصياتها الفكرية و العلمية و الفقهية. فسيفساء من المحاضرات: ” العلاقة الثقافية بين القيروان و تنبكتو” و ” العلماء القيروانيين و السلطة في العصر الوسيط”... تقدم في إطار الوفاء لمؤسسي هذه المدينة التي ساهمت في نشر العلوم و الدين الإسلامي الحنيف و مختلف القيم الإنسانية.